ندد المهندسون الزراعيون المعطلون بما وصفوه ب "الهجمة الشرسة" لقوات الأمن ضدهم في أثناء تنظيمهم أخيرا وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الفلاحة والتنمية القروية للمطالبة بحقهم في الشغل. وأسفر تدخل قوات الأمن ضد المحتجين عن "خسائر جسدية" في صفوف المهندسين المعطلين، كما أغمي على أحدهم، وفق بيان صادر عن اللجنة الموحدة للمهندسين الزراعيين المعطلين، مشيرا إلى أن "قوات الأمن لم تتوان في تعزيز عددها لإجهاض الوقفة الاحتجاجية السلمية". وتندرج هذه الوقفة في إطار مجموعة من الوقفات بدأ تنظيمها منذ بداية شهر يناير الماضي، طالب من خلالها المهندسون بلقاء وزير الفلاحة، وهو ما لم يحصل، بل على العكس، يقول البيان ذاته، "نفاجأ بحضور مكثف لقوات التدخل السريع في استقبالهم". ولخصت اللجنة الموحدة للمهندسين الزراعيين المعطلين خريجي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط والمدرسة الوطنية الفلاحية بمكناس (فوج 2002) وضعية التشغيل في صفوفهم بوصفها ب "المعضلة" ، وزادت شارحة بالقول، في وثيقة لها عنونت ب "الوضعية الراهنة لخريجي المعاهد العليا للفلاحة بالمغرب"، إنه "أمام تفاقم ظاهرة البطالة وتراجع الدولة كمشغل رئيسي يجد المهندس نفسه مجبرا على دق أبواب القطاع الخاص الذي تطغى فيه المؤسسة العائلية وسيادة الربح السريع مع غياب رؤية استراتيجية لديه في التسيير والإنتاج". كما أن المهندس الزراعي وأمام الوضعية السالفة على مستويي القطاع العام والقطاع الخاص "يبدأ في التفكير في إنشاء مقاولة فلاحية، لكنه يصطدم بانعدام دعم مادي ملائم وبفراغ قانوني وإجراءات إدارية معقدة تستغرق عدة سنوات". وفي مقابل هذه الوضعية، يقترح المهندسون المعطلون، طبقا للوثيقة المذكورة، مجموعة حلول، من بينها "توفير مناصب مالية لتشغيل الخريجين تشمل كافة التخصصات مع التزام الشفافية في إسنادها بإشراك ممثلي المهندسين"، وكذا "فتح باب الأستاذية والتأطير في معاهد ومدارس التكوين المهني الفلاحي في وجه المهندسين الفلاحيين في إطار السلم المناسب لوضعيتهم". كما يقترح المهندسون "إدماج المهندس في الهيئات والمؤسسات الجهوية أو في المؤسسات التابعة للوزارات الأخرى وفي المراكز الجهوية للاستثمار لتسريع وتيرة الاستثمارات المتعلقة بالمجال الفلاحي". وحمل المهندسون الزراعيون المعطلون، في بيان للرأي العام، مسؤولية "ما ستؤول إليه أوضاع هذه الأطر للحكومة"، بعد أن صرفت عليهم، يقولون "أموالهم طائلة"، قبل أن يجدوا أنفسهم "أمام الباب المسدود". يونس البضيوي