تحت شعار "حفاظا على خصوصية التميز واستمرارية الزمن الجميل للأغنية المغربية،المرحوم أحمد الغرباوي نموذجا"،نظمت الجمعية المغربية لدعم العمل الثقافي والاجتماعي،أمس الأربعاء بالرباط،اللقاء الدراسي الأول للأغنية المغربية. وأوضح الفنان عبد الواحد التطواني رئيس الجمعية المغربية لدعم العمل الثقافي والاجتماعي،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،أن الجمعية ارتأت تنظيم هذه التظاهرة الفنية في دورتها الأولى للاحتفاء بأحد رواد الأغنية المغربية وتكريم عدد من المبدعين المغاربة لما أسدوه من عطاءات فنية ساهمت في إشعاع الأغنية المغربية على الصعيدين الوطني والعربي. وأضاف أن هذه التظاهرة الفنية،التي تنظم تحت إشراف وزارة الثقافة وبشراكة مع نقابة المهن الموسيقية والمسرح الوطني محمد الخامس وعدة فعاليات،تشكل مناسبة،من خلال تنظيم اللقاء الدراسي،لإغناء النقاش حول الأغنية المغربية وسبل الرقي بها والحفاظ على مكانتها المتميزة التي اكتسبتها خلال العقود السابقة. وفي كلمة خلال هذا اللقاء،تحدث الفنان أحمد العلوي نقيب نقابة المهن الموسيقية،من جهته،عن وضع الأغنية المغربية ومراحل تطورها بين الماضي والحاضر والمستقبل،مشيرا إلى أن سنوات الخمسينيات شهدت النشأة الأولى للأغنية العصرية المغربية مع الحسين السلاوي ومحمد فويتح،وعرفت خلال الفترة ما بين 1960 و1970 ترسيخ نشأتها وتثبيت مكانتها داخل المغرب وخارجه بدعم من الإذاعة الوطنية. وأضاف أن الأغنية المغربية عرفت خلال الفترة ما بين 1970 و1985 توهجا وإشعاعا سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى بلدان الشرق والخليج العربيين،مشيرا إلى أن من بين العوامل التي ساهمت في إشعاعها قوة اللهجة المغربية،باعتبارها الأقرب إلى اللغة العربية الفصحى،وغنى المقامات والأنغام الموسيقية المغربية. وأشار الفنان أحمد العلوي إلى أنه ابتداء من سنة 1986 بدأت الأغنية المغربية تعرف بعض التراجع،مشيرا إلى أن من بين العوامل التي ساهمت في تراجعها ضعف الإنتاج وفقدان الساحة الفنية لعدد من الرواد في مجالي التلحين والغناء وكذا عدم تكوين خلف لهؤلاء وولوج عدة دخلاء إلى عالم الأغنية. وشدد عدد من المتدخلين في هذا اللقاء،الذي حضره ثلة من المطربين والموسيقيين والصحافيين،على ضرورة عقد مناظرة وطنية حول الأغنية المغربية تشارك فيها الفعاليات المهتمة لتدارس مختلف السبل الرامية إلى الرقي بالفنان وبالأغنية المغربية العصرية،داعين إلى تكثيف جهود كافة الفنانين المغاربة من أجل توحيد مطالبهم ووضع خطة عمل للرقي بالأغنية المغربية لكي تستعيد هيبتها في الوطن العربي. وأشاروا إلى أن مسؤولية الرقي بالأغنية المغربية لا تنحصر على القائمين على تدبير الشأن الفني فحسب بل تشمل كلا من المطرب والملحن والعازف،الذين يجب أن يحملوا مشروعا إبداعيا يضمن استمرارية الفن الراقي،وكذا وسائل الإعلام والمستمع والمتلقي. ودعا المشاركون،في هذا السياق،إلى تقديم مزيد من الدعم للفنان المغربي وتنظيم مهرجان وطني للأغنية المغربية يكون بمثابة صلة وصل بين الفنان وجمهوره لتقديم آخر المستجدات الفنية وتثمين القدرات الإبداعية والموسيقية للفنان المغربي. يشار إلى أن هذه التظاهرة عرفت أيضا تنظيم سهرة فنية كبرى شارك فيها الفنان عبد الواحد التطواني وفرقة عبد الرحيم المنتصر للموسيقى وعدة فنانين مرموقين. وتخلل هذه السهرة عرض شريط وثائقي حول ذاكرة الأغنية المغربية،وإلقاء عدة شهادات في حق الراحل أحمد الغرباوي،الذي توفي عن عمر يناهز 71 سنة،تم من خلالها التذكير بالخصال الحميدة التي تميز بها الفقيد وبعطاءاته المتميزة في سبيل إشعاع الأغنية المغربية.