يطفئ المهرجان الدولي لفيلم التحريك، الذي ينظمه سنويا المعهد الثقافي الفرنسي بمكناس، شمعته العاشرة خلال الفترة ما بين 6 و14 ماي الجاري. ويشتمل برنامج هذا المهرجان، الذي أصبح محوريا ضمن أجندة محبي سينما التحريك وموعدا سنويا للإبداع وخلق متعة المشاهدة واستقطاب أسماء عالمية وازنة في هذا اللون، على عرض ما يقرب من 80 فيلما بست قاعات مختلفة بالمدينة، من المنتظر أن تشهد توافد ما يزيد عن 20 ألف شخص من جمهور السينما. وتمثل هذه الدورة فرصة لتقييم عشر سنوات من عمل المهرجان واستعراض إنجازاته بعد أن بلغ مرحلة النضج، واستحضار أقوى اللحظات من عمر هذه التظاهرة الدولية الأولى من نوعها على الصعيدين الإفريقي والعربي، والتي تميزت بعروض ولقاءات مكثفة وتقديم إنتاجات رواد هذا اللون السينمائي خاصة من فرنسا ودول المغرب العربي. وينتظر أن يشارك في هذه الدورة السينمائي العالمي الشهير ميشيل أوسلو، الذي يعد علما بارزا في مجال الرسوم المتحركة والمعروف بفتحه المجال لإعادة بعث سينما التحريك على الطريقة الفرنسية، من خلال تقديم حلقة من مجموعته الجديدة من الحكايات الأسطورية التي لم يسبق أن تم عرضها وهي تحمل عنوان "مختار مدينة الذهب". وتشتمل فقرات الدورة الحالية على برنامج خاص بالعروض السينمائية التي تقدم لأول مرة إلى جانب مجموعة من اللقاءات والورشات الفنية والجلسات المتخصصة بين المهنيين. ويفتح البرنامج العام للمهرجان المجال لكل الأسر المكناسية للاستمتاع بفعالياته، من خلال فقرة "سينما المدينة" الذي سيعرض أفضل أشرطة سينما التحريك الفرنسية بفضاء ساحة "الهديم" التراثية، وبالمركز الثقافي "فندق الحناء" إلى جانب تخصيص شاشة كبرى لعرض الأشرطة والأمسيات الموضوعاتية والجلسات السينمائية التي يلتقي فيها المهنيون بالجمهور. أما بالنسبة للمهنيين فلهم موعد قار مرتان يوميا، الأول بسينما "داوليز" لمشاهدة "البطاقات البيضاء" لممثلي المهرجانات الكبرى والقنوات التلفزيونية والاستوديوهات والمؤسسات الفرنسية والدولية المنخرطة في هذه التظاهرة، أما البرنامج الثاني فسيحتضنه مسرح المعهد الفرنسي في إطار مسابقة الأفلام القصيرة في دورتها الثانية. ويخصص المهرجان عدة جوائز في مسابقات تهم أفضل فيلم وقيمتها 3000 أورو، والجائزة الكبرى وقيمتها 50 ألف درهم لتشجيع أفضل مبدع مغربي في مجال الفيلم القصير للتحريك، والجائزة الكبرى للجنة التحكيم والجائزة الخاصة وجائزة الجمهور وبينالي الفيلم الإفريقي القصير وجائزة الفيلم الفرانكفوني القصير.