أصدر الصحافي محمد فنان، مؤخرا، مؤلفا جديدا تحت عنوان"الصحراء الغربية.(الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية) أو الخدعة المكشوفة" نشرته مؤسسة الشيخ مربيه ربه للنهوض بالتراث والتنمية. وجاء في مقدمة هذا الاصدار الذي يقع في 221 صفحة، أن المؤلف يتناول النزاع حول الصحراء على المستوى الجيوستراتيجي والدبلوماسي والسياسي والإعلامي، "مع وضع وقائع ووثائق وتصريحات لشخصيات مغربية وجزائرية رهن إشارة الباحثين والأشخاص المهتمين". ويستحضر هذا الكتاب، الذي يضم خمسة أجزاء، المراحل الرئيسية لجذور هذا النزاع المفتعل. كما يحاول أن يبرز كيف ضاع الحق في المتاهات السياسية والاعتبارات الجيوسياسية والزبونية والسياسة السياسوية ومنطق الربح المتبادل، في ظل سياق يتسم ب "الرهانات الاقتصادية والمكانة الجيوستراتيجية للجزائر ووزنها المتمثل في ثروتها الغازية". وكتب المؤلف "أحاول أيضا أن أكشف كيف تم استغلال هذا الوضع المتناقض وسياق الحرب الباردة بدهاء من قبل أصحاب الامتيازات والجيش الجزائريين لتشويه الحقيقة واللجوء، بالاضافة إلى ذلك الى دعاية مكثفة وصادمة ومغالطة". ويتحدث المؤلف أيضا عن المناورات الجزائرية الرامية إلى عرقلة مسلسل التسوية الأممي وتعنتها أمام اليد الممدودة للمغرب من أجل بناء مغرب عربي موحد ومندمج. وأكد في هذا الصدد، أن "الجزائر تبقي حدودها البرية مع المغرب مغلقة، معرقلة بذلك المبادلات المغاربية، مما يسيئ إلى العلاقات ويسهم في جمود هياكل اتحاد المغرب العربي". وسجل محمد فنان، مع ذلك، وجود "بصيص أمل" : "فالأمم المتحدة بدأت تدرك ضرورة القطع مع الماضي وملاءمة قراراتها مع متطلبات الوضع لتتماشى مع التطورات". وأضاف أنه "بدون إرساء نظام ديمقراطي في الجزائر، فإن قضية الصحراء ستظل مستغلة من قبل الجيش وضحية للسياسة السياسوية للقادة الجزائريين". واعتبر المؤلف أن حل هذا النزاع يكمن في "إنهاء عسكرة مخيمات تندوف" وعودة المحتجزين إلى ديارهم الأصلية في الصحراء المغربية و"المفاوضات المباشرة بين المغرب والجزائر". وفي هذا الصدد، تطرق المؤلف الى المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي "الذي أقبر الاستفتاء المنطو على مغالطة تاريخية والذي دعت إليه الجزائر"، مبرزا أن المقترح المغربي يندرج في إطار رؤية دينامية ويؤكد التزام المغرب بحل سياسي ونهائي لهذا النزاع المفتعل. يشار الى أن محمد فنان الذي تخرج من مركز تكوين الصحافيين سنة 1975، التحق بوكالة المغرب العربي للأنباء حيث شغل عدة مناصب على المستوى المركزي والجهوي والدولي. وقد عمل كصحافي في مكتب بروكسيل (1983-1985) ، وعين بعد ذلك مديرا للمكتب الجهوي للدار البيضاء (1985 - 2000) ثم رئيسا للمكتب الدولي للوكالة بتونس (2001-2006). وقام محمد فنان بتغطية العديد من القمم الإفريقية والمؤتمرات; خاصة قمم منظمة الوحدة الإفريقية بكل من ليبروفيل بالغابون سنة 1977، وبفريتاون (سيراليون) سنة 1980 وبأديس أبابا بإثيوبيا في 1983، إضافة إلى أحداث أخرى، من بينها لجنتا تفعيل قرارات منظمة الوحدة الإفريقية المتعلقة بالصحراء واللتان اجتمعتا على التوالي بنيروبي (كينيا) سنة 1982 وأديس ابابا سنة 1983.