خيم الظلام، لساعة، على معالم شهيرة في سيدني، اليوم السبت، حيث أطفأت دول في نصف الكرة الغربي الأضواء في إطار حملة "ساعة الأرض" Earth Hour لعام 2010، للمطالبة بتحرك للتصدي لظاهرة التغير المناخي. واستجاب ملايين الأستراليين، أيضاً، لهذه الدعوة وأطفأوا الأنوار في منازلهم. وقال المسؤول الأبرز عن العملية آندي ريدلي "من البرازيل إلى أمريكا وصولاً إلى كندا وأستراليا واليابان والهند، إنها عدة دول مختلفة تشارك هذه السنة".وقبل ثلاث ساعات أطفأت جزر شاتام في نيوزيلاندا مولدات الكهرباء ولم تترك سوى 12 من أضواء الشوارع منارة. وستشارك في هذه المبادرة مئات من أشهر الأبنية العالمية، من برج إيفل في فرنسا وصولاً إلى المدينة المحرمة في الصين، أو مبنى إمباير ستيت في نيويورك. وسيعم الظلام مئات المدن في 126 دولة مشاركة مقابل 88، السنة الماضية، حسب المنظمين. وسيقطع حوالى 1200 صرح في العالم الكهرباء في هذه الساعة، بينها الأهرام وأبو الهول في مصر، ونافورة تريفي وبرج بيزا في إيطاليا وبرج إيفل في باريس. أما في بكين فستطفأ الإنارة في المدينة المحرمة و"عش العصافير" الملعب الذي بني للألعاب الأولمبية سنة 2008. وسيكون لهذا الحدث في الصين أهمية رمزية نظراً إلى النمو الاقتصادي الهائل الذي تشهده واعتبارها الملوث الأكبر في العالم. ويشارك في العملية من اليابان نصب السلام في هيروشيما فيما ستقطع شركات سوني وشارب وأساهي التيار عن إنارتها في العاصمة طوكيو. وفي لندن، تقرر إطفاء أنوار بيغ بن والبرلمان وكاتدرائية القديس سانت بول. وستطفأ الكشافات الكبيرة التي تضيء تمثال المسيح الضخم في ريو دي جانيرو، كما ستغرق مباني مكسيكو الرئيسية في الظلام. كما ستطفأ أنوار صروح مثل جبل رشمور ومبنى إمباير ستيت وجسر غولدن غيت بريدج، في الولاياتالمتحدة. وأخيراً سيلف الظلام البرج الأعلى في العالم، برج خليفة في دبي، الذي يصل ارتفاعه إلى 828 متراً. لكن في بانكوك علقت المشاركة في هذه المبادرة لأسباب أمنية فيما تجمع آلاف المتظاهرين في العاصمة للمطالبة بإقالة رئيس الوزراء. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس الجمعة، أن العملية هي في الوقت نفسه "تحذير وبصيص أمل". وقال إن "التغير المناخي مسألة تثير قلق كل واحد منا. الحلول بين أيدينا وجاهزة للتطبيق على الأفراد والمجتمعات والشركات والحكومات عبر العالم". وتأتي هذه العملية بعد ثلاثة أشهر على فشل مؤتمر كوبنهاغن حول المناخ. وكان مؤتمر كوبنهاغن الذي عقد برعاية الأممالمتحدة، في دجنبر2009، أفضى إلى اتفاق الحد الأدنى بين 30 دولة من الدول ال192 المشاركة في المؤتمر. وحدد هذا الاتفاق هدفاً يقضي بحصر ارتفاع معدلات الحرارة في العالم بدرجتين إلا أنه لم يتطرق إلى أساليب تحقيق هذا الهدف ولم يحدد الأهداف بالأرقام على الأمد القريب (2020) أو المتوسط (2050). وفي الواقع ترفض الدول الناشئة الكبرى كالصين والهند أي محاولة لفرض القيود عليها وتعتبر أن أهداف التخفيض التي وضعتها الدول الصناعية لا تزال غير مناسبة.