أوصت دراسة أكاديمية بجامعة روش الأمريكية الأطباء بأن يأخذوا بعين الاعتبار العامل الديني في معالجة مرضاهم الذين يعانون من القلق والاكتئاب، بعد أن اكتشفت أن الإيمان بالله يساعد على سرعة استجابة المرضى للعلاج، ويزيد تأثير الدواء إلى نسبة 75 في المائة. ووفقا للدراسة الجديدة، التي نشرها المركز الطبي بجامعة روش في ولاية شيكاغو الأمريكية، فإن الإيمان بالله يساعد على سرعة الشفاء من القلق والضغوط النفسية حال إصابة الشخص بها. وتعد هذه الدراسة استكمالاً لدراسة أخرى أصدرتها جامعة تورنتو الكندية، العام الماضي، قالت فيها إن "الإيمان بالله تعالى يساعد على التقليل من تعرض الأشخاص لهذه الأمراض". وأخذت الدراسة الجديدة 136 مصاباً بالاكتئاب وأمراض الضغوط النفسية إلى العيادات لتجري عليهم تجارب مرحلة العلاج الإكلينيكي، ووجدت أن نسبة تحسن واستجابة الأشخاص المؤمنين بالله بقوة أعلى من هؤلاء الذين لا يعيرون لأمر الدين بالا. وبحسب ما جاء في الدارسة، فإنه معروف أن العلاج الدوائي يساهم بنسبة 50 في المائة في المتوسط في إخفاء أعراض الأمراض النفسية، وأحياناً لا تؤثر إطلاقاً في بعض المرضى، غير أنه في هذه التجربة ارتفعت نسبة الاستجابة للعلاج الدوائي إلى 75 في المائة لدى المرضى الذين يؤمنون بالله بشكل قوي. وأرجعت باتريشيا مورفي، رئيسة فريق الدراسة، هذه النتيجة إلى أن الشعور بالأمل والتفاؤل الذي تغرسه الروح الدينية في نفوس المتدينين تساعد بشكل عملي على قبول العلاج والالتزام به. مورفي، التي تعمل كأستاذ مساعد في جامعة روش وتدرس بشكل خاص العلاقة بين الدين والقيم الإنسانية والصحة، اعتبرت أن الإيمان بالله يمنح المريض "مستوى فائقا من الرعاية"، لافتةً إلى أنه "صحيح أن العلاج الدوائي بكل تأكيد له تأثير كبير في مكافحة المرض، ولكن على الأطباء أن يراعوا في تقديم هذا العلاج دور الدين في حياة هؤلاء المرضى، لأنه سيكون مصدرا هاما جداً بالنسبة لهم في تسريع وتحسين التأثير المطلوب للعلاج". والدراسة الكندية التي أجريت، العام الماضي، لاحظت أن هناك فروقاً تحدث في أنشطة المخ والإشارات التي يرسلها للجسم بين المؤمنين بالله وغير المؤمنين عند تعرضهم للضغوط والتحديات المختلفة. وكان استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "جالوب" الأمريكية أشار إلى أن حوالي 80 في المائة من الأمريكيين يؤمنون بوجود الله، وأن سكان غرب الولاياتالمتحدة هم الأقل إيمانا، في حين كان سكان الجنوب هم الأكثر إيمانا بوجود الله.