بدأت قبل قليل في تشيلي عملية إنقاذ 33 من عمال المناجم المحصورين تحت الأرض منذ أكثر من شهرين في منجم بشمالي البلاد على عمق أكثر من 600 متر، حيث وصل أول العمال بالفعل إلى سطح الأرض سليما معافى. وبدأت العملية فجر الأربعاء بتوقيت مكةالمكرمة، عبر إنزال الكبسولة التي يبلغ قطرها 53 سنتيمترا، والتي سينقل العمال من خلالها تباعا من باطن الأرض، علما بأنها أنزلت فارغة لمرتين على سبيل التجربة، ثم قام الخبراء بتقييم التجربة.وأوضحت المراسلة أن هناك مشاكل طرأت، من بينها أن الكاميرا التي ثبتت على الكبسولة لم تصمد حتى النهاية، وانطفأت قبل نهاية الرحلة، لكن التجربة كللت بالنجاح في نهاية الأمر عندما وصل إلى الأرض العامل فلورنسو أفالوس حيث كان في استقباله الرئيس التشيلي إضافة إلى عائلات العمال وعدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام.يشار إلى أن حكومة تشيلي استخدمت وسائل جبارة لإنقاذ هؤلاء العمال الناجين بأعجوبة الذين باتوا نجوما عالميين. كما انتدبت وزيرا يداوم يوميا في مكان الحفر، واستخدمت ثلاث حفارات لحفر بئر الإخلاء ورافعات وكبسولات للإنقاذ صنعت خصيصا في ورش البحرية.ومن المقرر أن يجرى فحص طبي للعمال فور عودتهم إلى سطح الأرض ثم يلتقون عائلاتهم قبل نقلهم إلى مستشفى كوبيابو الذي يبعد أقل من ربع ساعة بالمروحية، حيث سيبقون يومين لإجراء فحوص طبية متقدمة إلا إذا حدثت مضاعفات.ثم سيواجه العمال الضغط الإعلامي الهائل الذي يتوقع أن يمارسه حوالي 1700 صحفي جاؤوا لتغطية "النهاية السعيدة" لهذه القصة التي ترددت أصداؤها في جميع أنحاء العالم.يذكر أنه وبعد سبعة أيام على الانهيار الذي أدى لاحتجاز العمال بمنجم للذهب والنحاس في سان خوسيه بالخامس من أغسطس/آب الماضي، اعتبر وزير المناجم لورنس غولبورن أن إمكانية العثور عليهم على قيد الحياة "ضعيفة جدا".لكن ضغط عائلات عمال المناجم التي خيمت في الموقع منذ اليوم التالي، حمل عمال الإنقاذ على متابعة جهودهم حتى جاء يوم 22 أغسطس/آب الماضي عندما وردت رسالة عبر أحد المجسات من العمال المحصورين يقولون فيها "نحن على ما يرام".