"الشرق الاوسط" لندن: معد فياض طالب معارضون ليبيون في بريطانيا «القوى الغربية بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا إنقاذا لأرواح الأبرياء من القصف الجوي الذي يقوم به الطيران الحربي التابع للعقيد معمر القذافي ضد المدن التي يسيطر عليها الثوار»، مشيرين إلى أن «أي تأخير يعني وقوع المزيد من الضحايا الأبرياء». وعبرت المجموعة المعارضة التي ضمت كلا من أحمد السويحلي (طبيب ليبي)، ومحمود الناكوع (كاتب وناشط سياسي)، والسنوسي البيجو (عضو المكتب الدائم للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا)، وحسن الأمين (رئيس تحرير موقع «ليبيا المستقبل»)، وسالم قنان (معارض ليبي أمازيغي)، عن استغرابها «لعدم اتخاذ الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي موقفا متشددا إزاء القذافي الذي يقتل الشعب الليبي بواسطة القصف الجوي والمدفعي بينما العالم كله يتفرج، ولم نسمع سوى الكلام»، منبهين إلى أن «موقف الجامعة العربية هو الآخر ضعيف لأنه لا يدعو إلى فرض منطقة حظر جوي على ليبيا»، ومشيدين في الوقت ذاته بموقف دول مجلس التعاون الخليجي التي كانت دعت لفرض منطقة الحظر الجوي. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته المعارضة الليبية أمس في مطعم «المسكوف» في منطقة «نايتس بريج» الراقية وسط لندن، وبدعم من التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، حسبما أوضح حيدر الياسري، عضو مكتب العلاقات الخارجية لمكتب الشهيد الصدر في العاصمة البريطانية، وحضرته «الشرق الأوسط» فقط، وهذا ما أثار استغراب المعارضين الليبيين «لعدم حضور الصحف والقنوات الفضائية العربية على الرغم من علمها المسبق بموعد المؤتمر». وقالت المجموعة المعارضة إنها «تمثل غالبية المعارضين الليبيين في بريطانيا، ونحن لا نمثل المعارضة كلها خارج ليبيا، ولنا علاقات وامتدادات داخل شعبنا الذي يطالب العالم بإنقاذه من معاناته اليومية جراء بقاء القذافي». وفي سؤال ل«الشرق الأوسط» حول موقفهم من تصريحات مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي «بإمهال القذافي 72 يوما ليترك البلد مقابل عدم مقاضاته في المحاكم جراء قتله للمئات من أبناء الشعب الليبي»، قال الناكوع «إن شعبنا يريد الخلاص من القذافي في أسرع وقت وبأي ثمن، وربما يكون هذا الحل مناسبا لإنقاذ شعبنا من القصف الجوي والمدفعي». وبشأن استخدام الثوار الليبيين علم المملكة الليبية قبل أن تتحول إلى جماهيرية على يد القذافي الذي غير العلم، قال البيجو «إن العلم الذي يستخدمه الثوار هو علم التحرير الذي تم اعتماده وحسب الدستور بعد تحرر ليبيا من الاستعمار الإيطالي، وهو ليس علم المملكة، ونحن نرفعه اليوم لأننا في طريقنا إلى التحرر من سيطرة القذافي». وشكا الدكتور السويحلي، عضو جمعية الأطباء الليبيين في بريطانيا، من «الأزمة الكبيرة التي تشكو منها المستشفيات الليبية»، مشيرا إلى أن «هناك العشرات من الجرحى والمرضى من كبار السن يموتون بسبب شح الأدوية والمستلزمات الطبية»، داعيا «دول العالم لتقديم المساعدات الطبية العاجلة لا سيما أن هناك أكثر من معبر حدودي بري وبحري مفتوح إلى ليبيا». وطمأن قنان «دول العالم لعدم حدوث أي فراغ في إدارة ليبيا بعد رحيل القذافي، وذلك اعتمادا على المجلس الوطني الانتقالي»، مشيرا إلى أن الليبيين توصلوا إلى تشكيل هذا المجلس لتجنب الوقوع في مشكلة دستورية مثلما حدث في تونس ومصر.