سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ولي عهد ليبيا في المنفى: ليس بيني وبين القذافي عداء شخصي الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي: إذا لم يحمِ العالم الليبيين العزل ستكون ليبيا رواندا جديدة وبوسنة وهرسك أخرى
"الشرق الاوسط" الدمام: عبيد السهيمي عبر الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي، ولي عهد ليبيا في المنفى، عن قلقه من تأخر الخطوات التي يتخذها المجتمع الدولي لحماية الشعب الليبي من الهجمة الشرسة التي يمارسها عليه نظام العقيد معمر القذافي، وتساءل في حديث مع «الشرق الأوسط»: «هل ينتظر المجتمع الدولي أن يموت الشعب الليبي حتى يبدأ في فرض حظر جوي على ليبيا؟ هل يريد المجتمع الدولي رواندا جديدة أو بوسنة وهرسك أخرى؟». وأشاد الأمير محمد الحسن الرضا بالموقف الشجاع الذي تبناه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم الأخير؛ حيث دعا المجلس إلى فرض حظر جوي على ليبيا، وقال: «لن ينسى الشعب الليبي لدول الخليج هذا الموقف». وزاد قائلا: إن الحظر الجوي مطلب ملح للشعب الليبي لحماية العزل من الآلة الجهنمية التي يوجهها نظام القذافي إلى المدن الليبية. وأشار إلى أن الحظر الجوي يجب أن ينفذ لحماية العزل أولا، ولحماية مقدرات الشعب الليبي من مصافٍ وآبار نفط لكي لا يقصفها القذافي كما قصف مخازن الأسلحة والمجمعات السكنية. ووصف الأمير الليبي علاقته، كممثل للعائلة الملكية الليبية، بالمجلس الوطني في بنغازي بأنها طيبة، وقال: «نحن أسرة واحدة»، مشيرا إلى أنه على تواصل مع أعضاء المجلس وقيادته. وأكد السنوسي أن عودته إلى ليبيا ستكون طبيعية، وقال: إن الأسرة السنوسية منذ نشأتها وهي في خدمة الشعب الليبي، وستستمر في ذلك من خلال وضع جميع إمكاناتها لكي يعيش هذا الشعب بعزة وكرامة وأمان. وشدد على القول إنه كممثل للأسرة السنوسية ليس بينه وبين العقيد معمر القذافي أي عداء شخصي، وإنه لا يحمل أي حقد عليه، بيد أنه قال إنه يعول على القضاء في حصول الليبيين على حقوقهم من القذافي وعائلته ونظامه. وأضاف: «نحن كأسرة ليبية نرفض الثأر والانتقام، لكننا نريد أن تأخذ العدالة مجراها، وعلى أي ليبي أن يأخذ حقه بالطرق القانونية». وبشأن عرض المجلس الوطني في مدينة بنغازي على العقيد القذافي التنحي مقابل عدم ملاحقته قضائيا، قال الأمير محمد الحسن الرضا: إن الوضع لا يحتمل بقاء القذافي في سدة الحكم. وأضاف: «عليه أن يرحل فورا من دون أي شروط». ووصف طرح الولاياتالمتحدة لخيار تسليح المعارضة بأنه خيار أميركي، مشيرا إلى أن ما يهم الليبيين والمعارضة الليبية والثوار هو وقف القتل المستمر للشعب من قبل نظام القذافي وكتائبه ومرتزقته. واستبعد ولي العهد الليبي أن يستعيد العقيد القذافي توازنه ويسيطر على ليبيا مرة أخرى، وقال: إن القذافي يفقد كل يوم السيطرة على مناطق جديدة في ساحة الصراع. ووصف العقيد القذافي بأنه شخص مراوغ، ويمارس الكذب، ويخادع العالم بإيهامه أنه يسيطر على الوضع في ليبيا. وقال إنه بنى نظامه على الخداع والأكاذيب. وأضاف الأمير الليبي: «القذافي شخص شرير يمكن أن يستخدم أي سلاح يقع في يده لقتل المواطنين»، مشيرا إلى أن تقارير إعلامية تحدثت عن إمكانية لجوئه إلى استخدام بقايا من أسلحة كيماوية كان يمتلكها نظامه في السنوات الماضية. وقال ولي العهد الليبي: «إن موت شخص واحد يساوي موت الليبيين كلهم». وأضاف أن عدد الضحايا غير معروف على وجه الدقة في الوقت الراهن، لكن المؤكد أن أعدادهم كبيرة وتفوق التصورات. وشدد على أن ليبيا لن تنزلق إلى حرب أهلية، وأن هذه المخاوف فزاعة يرفعها العقيد القذافي وأبناؤه ليبقوا جاثمين على صدور الليبيين، وتابع: «سيناريو هذه الحرب موجود في مخيلة القذافي وعائلته». وأضاف: «لا أعتقد أن الوضع سيتحول إلى حرب أهلية؛ فالمجتمع الليبي مجتمع متجانس ومترابط، ولا توجد فيه فوارق قد تعزز هذا الطرح كما هو الحال في دول أخرى مثل العراق». وقال: «لا يهمني من كان يدير ليبيا في الفترة الماضية سواء أكان العقيد القذافي أم أحد أبنائه، ما يهم الليبيين في الوقت الراهن هو إيقاف حمام الدم الذي أقامه القذافي ومرتزقته ضد الأبرياء، ورحيل القذافي وإعادة بناء ليبيا كدولة عصرية». وتحدث ولي عهد ليبيا عن المرتزقة، وقال: إنهم موجودون في ليبيا منذ زمن، ويتمركزون في عدة مناطق مجاورة لطرابلس، خاصة قرب المطار، وفي أماكن أخرى، والليبيون يعرفون ذلك، والقذافي حاول أن يظهرهم أمام العالم على أنهم ليبيون. وفي تعليقه على رمزي الحقبة الملكية (العلم والنشيد الوطني)، قال: إن الدولة الليبية الحديثة تأسست على هذا النشيد وهذا العلم، مشيرا إلى أن الشعب الليبي أعاد هذين الرمزين إلى وضعهما الطبيعي.