ضبطت التنسيقية من أجل التغيير والديمقراطية أمس اللمسات الأخيرة للمسيرة التي تنطلق اليوم بداية من الساعة الحادية عشرة من ساحة أول ماي وصولا إلى ساحة الشهداء، إلى جانب إعداد اللافتات التي سيتم رفعها والمنادية بمزيد من الحريات السياسية والحقوق الاجتماعية والاقتصادية. وبحسب الناطق باسم حركة العروش والمواطنة بلعيد عبريكا فإن الكثير من ممثلي التنظيمات التي قررت تلبية نداء المشاركة في المسيرة السلمية وصلوا العاصمة منذ أمس، في حين يصل اليوم ممثلو تنظيمات أخرى من الولايات المجاورة، من بينهم أعضاء في حركة العروش والمواطنة التي يرأسها. واستبعد عبريكا الذي كان معروفا عنه بأنه يمثل جناح العروش الراديكالية حينما كانت الأزمة في أوجها بمنطقة القبائل خلال العشرية الماضية، أن تنحرف المسيرة عن الأهداف التي سطرت لها، قائلا في تصريح للشروق بأن كافة المشاركين سيأتون بأياد خالية وسيسيرون بأقدامهم وينادون بهتافات مختلفة، تصب في مجملها في سياق رفع الغبن عن المواطن، وتمكينه من التعبير عن آرائه ومواقفه دون أي تضييق. ويتوقع منظمو المسيرة أن يلتحق بها الكثير من المشاركين الذين يمثلون تنظيمات نقابية وأحزاب سياسية وكذا منظمات حقوقية، إلى جانب منظمات تمثل المجتمع المدني، الذين سيحملون لافتات تدعو إلى ضرورة مكافحة الفساد والرشوة وإرساء الحريات الديمقراطية، وتمكين الأحزاب السياسية من النشاط بكل حرية، فضلا عن تحقيق تغيير ديمقراطي فعلي، ومحاربة كل أشكال الحڤرة، وإرساء العدالة الاجتماعية. وفي تقدير محدثنا، فإن المسيرة لا يمكنها أبدا أن تنحرف عن الأهداف المسطرة لها، بالنظر إلى طبيعة الأشخاص الذين انضموا إليها، وهم ينتمون إلى منظمات معروفة، لذلك فإن التنسيقية تحمل عناصر الأمن مسؤولية تأمين المسيرة وحمايتها من كل الأخطار المحدقة بها، مما قد يجعلها لا تحقق الأهداف التي تسعى إليها. واستغرب حجم التعزيزات الأمنية التي تم اتخاذها تحسبا للمسيرة وذلك قبيل ثلاثة أيام من حلول موعد المسيرة، "طالما أنها ستكون سلمية، كما أن قوى الأمن لن تواجه اليوم أعداء الأمة، بل ستواجه مواطنين مسالمين يريدون السير بطريقة سلمية، ويتوقون لانتزاع حقوقهم المشروعة". وقلل من شأن العراقيل التي قد يواجهونها اليوم عند محاولتهم الالتحاق بالعاصمة قادمين من تيزي وزو وولايات مجاورة، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة، قائلا بأنه حتى وإن تم قمع المبادرة فإن منظمي المسيرة سيعملون على تحقيق مبتغاهم، "ولن نقبل بحدوث تجاوزات أو انزلاقات".