بدأت في العاصمة السنغالية الأحد أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي وتتواصل لغاية يوم الجمعة 11 فبراير ، و يمثل المنتدى حدثا سنويا يروج للتضامن والديمقراطية في "عالم أفضل" ويبحث إمكانية "خلق عالم آخر متخلص من القيم ومن هيئات الرأس مالية". حوالي 60 ألف مشارك من 130 دولة، أبرزهم: الرئيس البرازيلي السابق لولا داسيلفا، والرئيس البوليفي ايفو موراليس، المرشحة اليسارية السابقة للرئاسة الفرنسية سيجولين رويال، ورئيسة الحزب الاشتراكي الفرنسي مارتن أوبري، ووزير الثقافة البرازيلي السابق جيلبرتو جيل. و رؤساء: غينيا الفا كوندي، و البنين يايي بوني و رئيس المفوضية الافريقية جان بينغ....الخ. و اعتبر المنظمون أن أهم التدخلات ستبرز الجوانب المتعلقة "بإقامة نظام عالمي قائم على السلم والعدالة والأمن البشري والقانون والأخلاق". وأوضحوا أن "الهدف هو المساهمة في بناء مجتمع إنساني قائم على المبادئ والقيم المشتركة للكرامة و الشرعية بين جميع البشر". واختير لمنتدى هذا العام 12 موضوعا، انطلاقا من مبدأ "إمكانية خلق عالم آخر" و سيتم عرض مداولة قصد المساهمة -من خلال تفكير جماعي- في بروز "عالم متخلص من القيم و من هيئات الرأس مالية". في مواجه "دافوس".. في العادة، يلتئم المنتدى الإجتماعي العالمي في شهر يناير ليتزامن مع فعاليات الإجتماع السنوي للمنتدى الإقتصادي العالمي في منتجع دافوس شرق سويسرا على أمل قيام وسائل الإعلام بتوفير تغطية متوازية لجهود ومقترحات الطرفين لحل المشاكل التي يُعاني منها العالم. و المنتدى الاجتماعي العالمي هو حدث عالمي يتم تنظيمه كل سنتين، بحضور مئات الالاف من المشاركين من كافة انحاء العالم و يجمع حركات اجتماعية ومؤسسات مجتمع مدني و نقابات و اتحادات عمالية و طلابية ونقابات معلمين و حركات نسوية تناضل جميعها من أجل السلم العالمي و العدالة الاجتماعية، وتنظم ما بين كل منتدى اجتماعي عالمي فعاليات اقليمية ووطنية تناقش قضايا تربوي وصحية واجتماعية ونسوي ونقابية وسياسية. وتمهيدا لحدث استقبال العاصمة السنغالية داكار للمنتدى الاجتماعي العالمي، كان ممثلو السلطات بداكار قد وقعوا مع اللجنة المنظمة مؤخرا مذكرة تفاهم، وذلك من أجل إضفاء طابع رسمي على الشراكة بين الطرفين، وأيضا لتحديد شروط وطرائق التعاون لإنجاح هذا الحدث الذي كان من المتوقع أن يستقبل، حسب اللجنة المنظمة حوالي 100 ألف مشارك، لكن العدد تقلص. في هذا السياق أكد عمدة المدينة خليفة أباباكار سال، أن المسؤولين في العاصمة السنغالية على بينة بالتحديات التي تواجه المنظمين، خصوصا فيما يتعلق بالإيواء، كما سجل أن "الوقت لم يعد وقتا للكلام، ولكن وقت الأفعال فقط"، على حد تعبيره. ولأجل ذلك، يضيف خليفة سال، على الجميع التجند لإنجاح تنظيم هذا الحدث. من جانبه التقى رئيس الوزراء السنغالي بالعديد من الفعاليات من بينهم وزير الدولة للاقتصاد عبد الله بالدي، رئيس رابطة رؤساء البلديات في السنغال، رئيس بلدية زيغينشور، كما التقي رئيس الدولة عبد الله واد مع بعض الشركاء الآخرين. وبموجب الاتفاق نفسه تمت إنارة الحرم الجامعي في جامعة الشيخ أنتا ديوب في داكار (الموقع الرئيسي للمنتدى)، كما تمت تهيئة الفضاء المخصص لاستقبال الضيوف ورفع مستواه ابتداء من شهر يناير المقبل، مما فرض على مسؤولي الحي الجامعي توجيه البلدية إلى ما يجب القيام به. و تتحدد رهانات المنتدى الاجتماعي العالمي في السنغال حول ثلاث أسئلة كبرى: الوضعية العالمية والأزمة، وضعية الحركات الاجتماعية والمواطنة، ومراحل تطور المنتديات الاجتماعية العالمية.