أعرب الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي عن "أسفه" لما خلفته أحداث العنف التي شهدتها مؤخرا عدة مدن تونسية من وفيات وأضرار، وأعلن عن جملة من التدابير الرامية إلى الرفع من طاقة التشغيل للحد من البطالة في البلاد. واتهم الرئيس بن علي، في خطاب وجهه اليوم إلى الشعب، من وصفهم ب "قلة من المناوئين الذين ركبوا موضوع البطالة، بتوظيف حالة يأس فردية (...)، قلة "مأجورة لأطراف التطرف والإرهاب، التي تسيرها من الخارج"، مؤكدا أن العدالة أخذت مجراها للتحقيق في ظروف وملابسات هذه الأحداث وتحديد المسؤوليات فيها. وقال إن هذه الأحداث التي أدت إلى وفاة مدنيين وإصابة عدد من رجال الأمن، قامت بها "عصابات ملثمة أقدمت على الاعتداء ليلا على مؤسسات عمومية وعلى مواطنين في منازلهم في عمل إرهابي لا يمكن السكوت عنه". وأضاف الرئيس التونسي أن حكومته ستنفذ خلال الفترة القادمة جملة من البرامج والخطط الرامية إلى دعم التنمية الجهوية لمواجهة مشكلة البطالة وتدعم التنمية المتكافئة بين الفئات والجهات وتوفر الشغل لأبناء الأسر المعوزة وحاملي الشهادات العليا. كما أعلن عن اتخاذ عدد من الإجراءات التي تهم على الخصوص دعم طاقة التشغيل خلال سنتي 2011 و2012 لتصل إلى 300 ألف منصب شغل تساهم في توفيرها الدولة والقطاع العام والخاص، بالإضافة إلى التزام الاتحاد التونسي للتجارة والصناعة بتوفير نحو 50 ألف منصب شغل جديد. وأشار أيضا إلى قرب عقد ندوة وطنية يشارك فيها مختلف الفاعلين لمناقشة واقتراح التصورات الرامية إلى دفع التشغيل . يذكر أن هذه ثاني مرة يخاطب فيها الرئيس بن على الشعب التونسي منذ اندلاع أحداث العنف في بعض المدن التونسية في 17 من ديسمبر الماضي، والتي خلفت، حسب وزارة الداخلية، 14 قتيلا بين المتظاهرين والعديد من المصابين ضمنهم عدد من قوات الأمن.