القذافي يدخل على خط أحداث الشغب بتونس شنت السلطات التونسية حملة اعتقالات واسعة أول أمس الأربعاء طالت مئات الأشخاص، وذلك في أعقاب التظاهرات التي شهدتها عدة مدن في البلاد مؤخراً احتجاجاً على البطالة. وذكرت تقارير إخبارية، أن الاعتقالات شملت نقابيين ووجوهاً أغلبها من اليسار، من أبرزها عمار عمروسية وهو نقابي من نشطاء حزب العمال الشيوعي التونسي، وعبدالرؤوف العيادي، وعطية العثموني، إضافة إلى عدد كبير من نشطاء الاتحاد العام لطلبة تونس. ومن جانب آخر، طلب الزعيم الليبي معمّر القذافي من حكومته فتح سوق العمل في ليبيا أمام التونسيين من دون قيود، ودعا حكومته إلى اتخاذ إجراءات فورية برفع الرسوم والقيود الإدارية والمالية عن دخول التونسيين سواء للسياحة أو العمل. وجاءت توجيهات القذافي في وقت تشهد فيه منطقة سيدي بوزيد في وسط غرب تونس منذ أيام احتجاجات وصدامات بين متظاهرين وقوى الأمن بسبب تفشي البطالة وارتفاع الأسعار. من جانب آخر، أعلن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي أن الرئيس زين العابدين بن علي أقر إجراء تعديل وزاري شمل قطاعات الاتصال والشباب والتجارة والشؤون الدينية. وذكرت وكالة الأنباء التونسية أنه على إثر الاجتماع الذي جمع ظهر الأربعاء الرئيس التونسي بالوزير الأول محمد الغنوشي أعلن تعيين كل من سمير العبيدي وزيراً للاتصال وعبدالحميد سلامة وزيراً للشباب والرياضة والتربية البدنية وكمال عمران وزيراً للشؤون الدينية وسليمان ورق وزيراً للتجارة والصناعات التقليدية. فيما كلف عبد الوهاب الجمل كاتب دولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلفاً بالشؤون الأوروبية. وأذن الرئيس التونسي خلال الاجتماع الوزاري بوضع برنامج استعجالي وشمولي للتشغيل وتوفير موارد الرزق لفائدة حاملي الشهادات العليا ممن طالت فترة بطالتهم وذلك بتضافر جهود كل الأطراف من إدارة ومؤسسات عمومية وخاصة. وكان الرئيس التونسي حذر من الجنوح للعنف والشغب، وقال إن العنف مرفوض مهما كانت أشكاله، وأكد أن القانون سيطبق بكل حزم على الخارجين على النظام والقانون، وذلك في إشارة للاحتجاجات والتظاهرات التي تشهدها البلاد منذ عدة أيام، والتي انطلقت شرارتها بعد محاولة شاب الانتحار في مدينة سيدي بوزيد. وقال بن علي في خطاب وجهه مساء الثلاثاء إن الجنوح للعنف يشوّه صورة البلاد وينعكس سلباً على جهود جذب الاستثمارات والسياحة، التي تسهم في توفير فرص العمل والحد من البطالة. وقال بن علي «إن لجوء أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين ضد مصالح بلادهم إلى العنف والشغب في الشارع وسيلة للتعبير أمر مرفوض وهو مظهر سلبي وغير حضار يعطي صورة مشوهة عن بلادنا تعوق إقبال المستثمرين والسواح بما ينعكس على (فرص) الشغل التي نحن في حاجة إليها للحد من البطالة وسيطبق القانون على هؤلاء بكل حزم». وأشار بن علي في خطابه إلى أن البطالة مشكلة عالمية وأن الدولة تسعى لإيجاد حلول لها، موضحاً أن الحكومة تعمل على تحسين الأجور ورفع مستوى دخل الأسر التونسية، ودعا لتجنب أي تقصير في التعامل مع المشكلة ولضرورة مراعاة التأثير النفسي للمشكلة. وشدد الرئيس التونسي على تمسك الدولة بالبعد الاجتماعي لعملية التنمية حتى لا تحرم من ثمارها أي منطقة أو فئة في البلاد. وفي وقت سابق، زار الرئيس التونسي «مستشفى الحروق البليغة» في «بن عروس» للاطمئنان على حالة الشاب محمد البوعزيزي الذي يخضع للرعاية الطبية في قسم الإنعاش وفق ما أوردته وكالة الأنباء الحكومية. وكان هذا الشاب الحاصل على درجة جامعية في الرياضيات والعاطل عن العمل قد أشعل شرارة الاحتجاجات في مسقط رأسه وبقية مناطق البلاد بعد إقدامه على إحراق نفسه أمام مقر المحافظة يوم 2010-12-17 احتجاجاً على تعنيفه من موظفي البلدية ومنعه من بيع الخضر والفواكه بعد مصادرة عربته.