طالبت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشيونال) في بيان لها إطلاق سراح ثلاثة معتقلين موريتانيين مناهضين للعبودية بعد الكشف عن حالة فتاتين قالتا أنهما أجبرتا على العمل كخدم. واعتبرت المنظمة على لسان مدير برنامج تابع لها بإفريقيا إرفين فان دير بورت أن المعتقلين الثلاثة بيران ولد ابيدي والشيخ ولد عابدين وولد امبارك فال الذين حكم عليهم بسنة سجنا نافذا ، "هم معتقلوا رأي، حوكموا فقط بسبب نضالهم ضد الرق". وطالب المسؤول بالمنظمة الدولية "أن يتم إطلاق سراح المعتقلين على الفور وبدون شروط وأن يتلقى بيرام ولد اعبيدي العلاجات لجروحه الناتجة عن سوء المعاملة التي تعرض لها خلال فترة اعتقاله" على حد قولها. واعتبر فان دير بورت أن "ردة الفعل العنيفة للسلطات الموريتانية ضد عمل هؤلاء الحقوقيين تحيل على الافتراض بأنها تحاول إخفاء كون العبودية موجودة بالبلد". وتعود فصول القضية إلى 13 ديسمبر الماضي حيث بلغ مناضلوا منظمة انعتاق الشرطة الموريتانية بوجود حالة استعباد لفتاتين قاصرتين بمنزل أحد الأشخاص. وبعد أن تم تفتيش المنزل وأخذ الفتاتين إلى مركز الامن رفضت الشرطة مرافقة ناشطي المنظمة للشرطة لحضور التحقيق بدعوى أنها منظمة غير معترف بها من طرف السلطات. ونظمت "انعتاق" إثر ذلك وقفة احتجاجية أمام مركز الشرطة احتجاجا على إقصائهم من التحقيق حيث تدخلت الشرطة ووجهت لأعضائها تهم "ضرب وجرح عناصر من الأمن " و"عرقلة النظام العام". وتفيد أمنستي أنه "رغم كون العبودية قد ألغيت رسميا عام 1981 إلا أنه لم يصدر قرار قانوني بتجريمها سوى في 2007 ، ولم ترفع منذ ذلك الحين أي قضية للعبودية أمام المحاكم" غير أن منظمات المجتمع المدني في موريتانيا تسجل باستمرار خروقات في هذا المجال.