أعلن عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيكون مرشح الحزب في استحقاق 2014 الرئاسي ''إذا كان في العمر بقية''. أطلق عبد العزيز بلخادم هذا التصريح، أمس، في ختام خطاب طويل ألقاه بمناسبة افتتاح أشغال الدورة الثالثة للجنة المركزية للأفالان التي تجري بزرالدة غربي العاصمة. وهو اجتماع كان يبدو مميزا قياسا إلى الأزمة التي يتخبط فيها الحزب منذ شهور، لكن عدم حضور أقطاب ''حركة التقويم والتأصيل'' من أعضاء اللجنة المركزية، جعل الأشغال تسير في اتجاه واحد وترك المجال واسعا لبلخادم لانتقاد خصومه الذين وصف تصرفاتهم ب''الخرافات''، ودعاهم إلى حضور دورة اللجنة المركزية ليعرضوا على أعضائها ما يؤاخذونه على قيادة الحزب، المتهمة من طرف القياديين الهادي خالدي ومحمد صغير قارة ومحمود خوذري وعبد الرزاق بوحارة ومحمد بوخالفة، ب''الخروج عن خط الأفالان''. وقلص بلخادم حركة المعارضة التي يثيرها قادة ''التقويم'' في جملة واحدة هي: ''ما يقولونه خرافات بدأت عندما تم الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي''، يقصد أن خصومه ما كانوا ليثيروا حركة معارضة لو اختارتهم اللجنة المركزية للعضوية في المكتب السياسي. وسعى بلخادم إلى تتفيه الحملات التي يتعرض لها من طرف ''التقويمية''، إذ قال: ''هؤلاء مثل الذي يرمي حجرا في بحيرة. فالحجر يحدث دائرة عندما يسقط في الماء، سرعان ما تختفي دون أن تحدث شيئا في البحيرة.. لقد قلت لهم اطرحوا أفكاركم بمشاركتكم في دورة اللجنة المركزية''، التي غاب عنها حوالي 40 عضوا، 25 منهم ينتمون لفريق خالدي وقارة. وتناول بلخادم رسالة وصلته من عضوي اللجنة المركزية، عبد القادر بوحارة ومحمد بوخالفة، يطلبان فيها توزيعها على أعضاء اللجنة المركزية لإبداء الرأي حولها قبل الذهاب إلى الدورة الثالثة. وتتضمن الوثيقة 10 نقاط، تنتقد تسيير الحزب وممارسات القيادة. وقال بلخادم إنه كاتب القياديين بخصوص رسالتهما ''فقد قلت لهما إن الأوضاع ليست بالقتامة التي تصفانها في رسالتكما، وعرضت عليهما أن يقوما بعرض الرسالة على أعضاء اللجنة المركزية لتبنيها أو تعديلها أو رفضها. وقلت أيضا إن أحدكما طرح نفس الأفكار في الهيئة التنفيذية سابقا، ولم تحز على التزكية. كما دعوتهما، ومن يحذو حذوهما، إلى عرض أفكارهم على اللجنة المركزية دون أفكار مسبقة، واللجنة ستمدد أشغالها ما استلزم من الوقت لفائدة حزبنا''. وتلقى بلخادم رسالة أخرى من بوحارة وبوخالفة، يشيران فيها إلى أن أسلوب إدارته الهيئة التنفيذية في ذلك الوقت ''لم يكن ليسمح بالنقاش الديمقراطي''، وأن مشاركتهما في دورة اللجنة المركزية الجديدة غير ممكنة لأنهما يعتقدان بأن النقاش الديمقراطي لن يتوفر فيها. ورفض بلخادم الحديث عن وجود أزمة في الأفالان، وقال في الموضوع: ''الدخان الذي ترونه يتصاعد من بيتنا ليس بفعل نار نشبت فيه، وإنما هي أوراق ميتة نحن بصدد حرقها''. ويصر بلخادم على أن القلاقل التي تهز استقرار الحزب ''ظاهرة صحية''، مشيرا إلى أن الأفالان ''سيبقى في السلطة إلى غاية 2030 لو بقيت صفوفه متماسكة''.