"الشرق الاوسط" الجزائر: بوعلام غمراسة اعتقلت قوات الأمن الجزائرية 10 أشخاص على الأقل لتورطهم في أحداث عنف خطيرة شرق الجزائر العاصمة، وقعت عشية عيد الأضحى. ونظم عدد كبير من الأشخاص مظاهرة صاخبة الاثنين الماضي، احتجاجا على إدانة 5 أشخاص، من ضمن 28 موقوفا، بالسجن النافذ. وقال مصدر قضائي في محكمة بلدة بودواو (40 كلم شرق العاصمة) ل«الشرق الأوسط» إن قاضي التحقيق بنفس المحكمة سيستمع مطلع الأسبوع المقبل ل10 أشخاص، اعتقلهم الدرك الوطني لضلوعهم في حرق حافلتين وسرقة شاحنة عشية عيد الأضحى، أثناء مظاهرة نظمها عدد كبير من الأشخاص وسط الطريق السريع الرابط بين العاصمة ومدن الشرق الجزائري. وعاشت منطقة بودواو الاثنين الماضي ظروفا غير عادية، تسببت في منع مئات الأشخاص من الالتحاق بذويهم لقضاء فترة العيد. فقد خرج سكان بلدة بن مرزوقة الفقيرة بأعداد كبيرة إلى وسط الطريق، لإبداء غضبهم من إدانة 5 من شباب البلدة بالسجن لمدة خمس سنوات، وفرض غرامات مالية على 23 آخرين تم إيقافهم منذ شهر بسبب أعمال شغب عبروا من خلالها عن تذمرهم من انعدام أبسط ضرورات العيش. وقام هؤلاء بتخريب أملاك ومرافق عمومية. وقال المصدر القضائي إن المتظاهرين هم أقارب المدانين. وأشار إلى أنهم كانوا يتوقعون أن تأخذ المحكمة المناسبة الدينية بعين الاعتبار فتحكم ببراءتهم وتمكنهم من قضاء عيد الأضحى وسط ذويهم. ولما كان الحكم عكس ما كان يتمناه أهالي المعتقلين، ثارت ثائرتهم وخرجوا إلى الشارع لمنع مستعملي الطريق السريع من السفر. وحاولت قوات الدرك عبثا، إقناع الغاضبين بإجلاء المتاريس وقضبان الحديد وجذوع الأشجار، التي قطعوا بها الطريق حتى يمكنوا المسافرين من إكمال مشوارهم. ونشب عراك بين بعض المسافرين والمتظاهرين، أسفر عن حرق حافلتين كانتا بصدد نقل عدد كبير من الأشخاص إلى منطقة القبائل. فيما أجبر شابان صاحب شاحنة على مغادرة عربته التي أخذوها إلى مكان مجهول. وسارعت قوات الأمن إلى تطويق بلدة بن مرزوقة بحزام للحيلولة دون تدفق المزيد من سكانها إلى مكان المظاهرة. وقال منتخب من بلدية بودواو في اتصال هاتفي، إن الشرطة تلقت تعليمات صارمة بعدم استعمال العنف مع المتظاهرين تفاديا لتصعيد غضبهم. وتمكن رجال الأمن من السيطرة على الوضع مع اقتراب غروب الشمس. وعاد الكثير من المسافرين أدراجهم بعدما قضوا ساعات طويلة في مكان واحد بالطريق، بينما سلك آخرون طرقا ريفية غير معبدة للالتحاق ببيوتهم. في غضون ذلك، أعلنت قوات الأمن مقتل عضو بالجماعات المسلحة، في كمين بغابة سيدي علي بوناب بولاية بومرداس (50 كلم شرق العاصمة). ويبلغ الإرهابي الذي كان يحمل سلاحا ناريا ال30 من العمر، وقد التحق بالجماعات الإرهابية عام 1999. وفي غضون ذلك، أصيب دركيان بجروح في انفجار قنبلة ببلدة الأخضرية (80 كلم شرق العاصمة). ووقع الانفجار صباح يوم العيد، حسب مصادر محلية التي نسبت العملية لعناصر من تنظيم القاعدة.