بينما رفضت السلطات الجزائرية طلب وفد حقوقي أميركي زيارة الجزائر، لمقابلة جزائريين قضوا فترات اعتقال في سجون أميركية بباكستان وأفغانستان والبوسنة وغوانتانامو، وجه القضاء تهمة الإرهاب لشخصين أحدهما طردته إسبانيا، أثبتت تحريات أمنية أنه مكلف بشراء عتاد لوجيستي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وذكر مصدر حكومي، رفض نشر اسمه، ل«الشرق الأوسط»، أن الحكومة الجزائرية رفضت إصدار تأشيرة لأعضاء تنظيمات أميركية نشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، طلبت الترخيص للقاء مجموعة من الجزائريين عادوا من الخارج بعد أن قضوا فترات اعتقال في سجون سرية أميركية بباكستان وأفغانستان والبونسة، انتهت بسجنهم في غوانتانامو. وكانت الجمعيات الحقوقية الأميركية، التي لم يوضح المصدر عددها، بصدد التحضير لإيفاد فريق يتكون من أربع نساء إلى الجزائر، عرف عنهن اهتمامهن بموضوع «السجون السرية الأميركية في الخارج»، حيث أودعن ملف طلب التأشيرة في الممثلية الدبلوماسية الجزائرية بواشنطن، منذ شهور، حسب المصدر، الذي قال إنهن لم يتلقين ردا. مؤكدا أن الحكومة ترفض السماح لهن بدخول الجزائر. ويرغب الوفد في مقابلة ثلاثة جزائريين على الأقل، غادروا جميعهم معتقل غوانتانامو عام 2008 بعد تبرئتهم من تهمة الانتماء إلى «القاعدة» من طرف القضاء الأميركي. ويقيم أحد المعتقلين السابقين حاليا، بوهران (450 كلم غرب العاصمة)، بينما يتحدر الآخران من منطقة صحراوية. يشار إلى أن 10 معتقلين سابقين بغوانتانامو، اتهموا ب«الانتماء إلى جماعة إرهابية في الخارج»، ويخضعون للرقابة القضائية. وتمت تبرئة اثنين منهم من التهمة فيما لم يحاكم الآخرون بعد. وقال المصدر إن الوفد الحقوقي بصدد إعداد تقرير يحصي عدد السجون السرية الأميركية بالخارج، وعدد الأشخاص الذين اعتقلوا فيها. ويمتد عمل التنظيمات المهتمة بالقضية، إلى مساعدة المعتقلين السابقين على رفع دعاوى لدى القضاء الأميركي لإدانة الإدارة الأميركية، وطلب التعويض عن سنوات السجن التعسفي. وتم الكشف عن السجون السرية في فترة الولاية الثانية للرئيس جورج بوش. في موضوع آخر، كشف مصدر أمني ل«الشرق الأوسط» عن سجن أصولي طرد من إسبانيا، يوصف بأنه أحد أهم عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. ووجه قاضي التحقيق بالعاصمة الجزائرية يوم 22 من الشهر الحالي، تهمة «الانخراط في جماعة إرهابية تنشط بالخارج» ل«يوسف. م»، الذي قضى القضاء الإسباني بطرده من إسبانيا بسبب إقامته غير الشرعية فيها. وكان يوسف (30 سنة)، موضع تحقيقات استخباراتية في إسبانيا، انتهت إلى وجود صلات بينه وبين جماعة مسلحة شرق الجزائر عن طريق ناشط درج على السفر إليه بإسبانيا، لجلب عتاد ومستلزمات فنية وإلكترونية تستعملها الجماعة الإرهابية في العمل المسلح. ويتعلق الأمر بمناظير للرؤية الليلية وأجهزة تحديد المسافات ومولدات كهربائية. وقال المصدر إن الأجهزة الأمنية الإسبانية أبلغت مصالح الأمن الجزائرية، بتفاصيل نشاط يوسف، وبموعد دخوله الجزائر. وتم اعتقاله بميناء الغزوات (غرب البلاد) في 18 مارس (آذار) الحالي. كما اعتقل الشخص الذي كان يزوره في إسبانيا بناء على التحقيق معه في القضية، ووجهت له التهمة نفسها.