سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المغرب: ارتفاع حصيلة قتلى قوات الأمن إلى 8.. ولا ضحايا مدنيين في أحداث العيون الجزائر تمنع أفرادا من أسرة ولد سيدي مولود من دخول أراضيها .. والقذافي يدخل على الخط
"الشرق الاوسط" - لندن: حاتم البطيوي الرباط: لطيفة العروسني ارتفعت حصيلة القتلى في صفوف قوات الأمن المغربية إلى ثمانية، جراء التدخل الأمني الذي جرى أول من أمس لإزالة مخيم أقامه محتجون على أوضاع اجتماعية خارج مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء، وذلك إثر وفاة خمسة من عناصر الأمن أمس متأثرين بجراح خطيرة. وحسب مصادر رسمية، فإن سبعة من رجال الأمن لقوا مصرعهم خلال التدخل الأمني في المخيم، بينما قتل الثامن طعنا بالسلاح الأبيض من طرف مثيري الشغب في أحد شوارع العيون. ورجال الأمن الضحايا هم: نور الدين أودرهم، ومحمد علي بوعالم، وياسين بوقطاية، وعبد المؤمن النويشي، ولعيد آيت علا، وبدر الدين الطوراحي، وعبد المجيد أدردور، ومحمد نجاح. وكان الوكيل العام (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف بالعيون قد أمر بفتح تحقيق لتحديد ملابسات وفاة المدعو «إبراهيم كركار ولد محمد ولد حمادي»، الذي دهسته شاحنة خلال أعمال العنف. وذكرت مصادر محلية في العيون ل«الشرق الأوسط» أن الحياة عادت إلى طبيعتها في المدينة، وأن الهدوء يعمها، حيث فتحت المتاجر أبوابها بشكل تدريجي، وخرج السكان للتبضع، كما شرع عمال البلدية في تنظيف الشوارع من مخلفات أعمال الشغب. وفي سياق ذلك، عزا مصدر أمني مغربي مطلع في العيون، في اتصال هاتفي من لندن مع «الشرق الأوسط»، أسباب سقوط ضحايا في صفوف قوات الأمن المغربية دون سقوط أي ضحية من المدنيين ومثيري الشغب، خلال التدخل في المخيم، إلى أن قوات الأمن لم تستعمل الرصاص الحي خلال تدخلها في المخيم، بل اكتفت باستعمال خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع، في حين استعمل المشاغبون السلاح الأبيض من سكاكين وسيوف، إضافة إلى الزجاجات الحارقة. وفي غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الليبية أمس أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، أجرى اتصالات مكثفة طوال يومي الاثنين، أول من أمس، وأمس الثلاثاء، مع المغرب، والرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وذلك من أجل وقف ما يجري في مدينة العيون. وقال موسى كوسا، وزير خارجية ليبيا، لوكالة الأنباء الليبية، إن هذه الاتصالات بدأت أول من أمس، برسالة بعث بها العقيد القذافي إلى الملك محمد السادس، تتعلق بهذه المشكلة. وأضاف كوسا أن القذافي أجرى أيضا اتصالا هاتفيا مع الرئيس بن علي «للتنسيق في هذا الصدد». ولم يوضح وزير خارجية ليبيا الطريقة التي أبلغت بها رسالة القذافي إلى عاهل المغرب. وقال كوسا إنه بناء على تكليف من القذافي، أجرى اتصالات مع الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، والمسؤولين في المغرب، من أجل وقف تداعيات هذه التطورات، وما قد تشكله من خطورة على الوضع في منطقة المغرب العربي. وقال كوسا: «إن الإخوة في المغرب طمأنوا الأخ القائد اليوم (أمس) الثلاثاء بأن الأمور الآن مستقرة وهادئة وتحت السيطرة. ولم تذكر وكالة الأنباء الليبية ما إذا كان القذافي قد أجرى اتصالات بشأن الموضوع نفسه مع المسؤولين الجزائريين وقيادة جبهة البوليساريو. يذكر أن المغرب ظل يرفض دائما تدخل أي طرف عربي بما في ذلك الجامعة العربية في نزاع الصحراء، تفاديا لإضافة أعباء جديدة على كاهل الدول العربية، بينما توسطت دول وازنة في هذا النزاع الإقليمي، لكن دون تحقيق اختراق كبير. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يسبق لنزاع الصحراء أن سجل في جداول أعمال أي قمة مغاربية منذ إنشاء الاتحاد المغاربي في 17 فبراير (شباط) 1987. إلى ذلك، قال مارتن نيزركي، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في أول رد فعل على أحداث العيون، التي تزامنت مع انعقاد الجولة الثالثة من المفاوضات غير الرسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو في ضاحية غرينتري، قرب نيويورك: «إن المعلومات المتاحة لدينا حتى الآن عن أسباب هذه العملية ومستوى القوة ورد فعل المقيمين في المخيم، وعدد الوفيات والإصابات جميعها قليلة ومتناقضة». وأضاف أن موظفي الأممالمتحدة في الصحراء الغربية يحاولون الحصول على مزيد من المعلومات لتوضيح الصورة. و دعت فرنسا أمس أطراف نزاع الصحراء إلى الانخراط «بحزم» في المفاوضات غير الرسمية «من أجل إيجاد حل سياسي» لهذا النزاع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، في لقاء صحافي، إنه في الوقت الذي انطلقت فيه هذه المفاوضات تحت إشراف الأممالمتحدة من أجل استئناف المفاوضات حول نزاع الصحراء «ندعو الأطراف إلى الانخراط بحزم في المباحثات من أجل إيجاد حل سياسي لهذه القضية». وأضاف فاليرو «نعتقد، أكثر من أي وقت مضى، أنه من الأنسب تسريع الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي». وافتتحت أول من أمس أشغال الاجتماع الثالث غير الرسمي التحضيري للجولة الخامسة من المفاوضات الرامية لإيجاد حل سياسي ونهائي لنزاع الصحراء، وذلك بحضور وفود المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو. ويتكون الوفد المغربي من الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية والتعاون، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات (مخابرات خارجية)، وماء العينين بن خليهنا ماء العينين، الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. ولم تتسرب أي معلومات حول لقاء ضاحية نيويورك. وكان منتظرا أن يصدر الليلة الماضية بيان يتم فيه الإعلان عن نتائج اللقاء، وفق ما قاله أمس مصدر دبلوماسي في نيويورك ل«الشرق الأوسط». وفي موضوع ذي صلة، عقد الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية المغربي أول من أمس لقاء مع عدد من الجمعيات الحقوقية المغربية، لإطلاعها على تطورات أحداث العيون، حيث قدم عرضا حول ظروف وملابسات إقامة المخيم من طرف المحتجين قبل شهر لحين تدخل قوات الأمن لتفكيكه. وحضر الاجتماع، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والعصبة المغربية لحقوق الإنسان، والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وجمعية الوسيط، ومركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية، وجمعية بيت الحكمة، والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إنها قررت استجماع المعطيات وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول أحداث العيون، بالتنسيق مع فرعها بالعيون. وكانت السلطات الأمنية المغربية قد نفت سقوط قتلى من المدنيين أثناء تدخلها لوضع حد لأعمال الشغب التي اندلعت في شوارع المدينة على أثر تدخلها لتفكيك المخيم. وقال محمد الدخيسي، والي أمن العيون، أمس إن الحالة الأمنية على مستوى المدينة «عادية ومستقرة»، وذلك بفضل تدخل قوات الأمن العمومية، التي حالت دون القيام بالمزيد من الأعمال التخريبية. وأضاف الدخيسي، في تصريح للصحافة، أوردته وكالة الأنباء المغربية، أن أعمال الشغب التي شهدتها أحياء في المدينة، صباح أول من أمس، خلفت قتلى في صفوف قوات الأمن، وتسببت في تخريب وإحراق عشرات السيارات وإلحاق أضرار بمجموعة من المرافق العمومية والمقاهي والمحلات التجارية. وأوضح أن وكالتين مصرفيتين تعرضتا لمحاولة سرقة من طرف عناصر من ذوي السوابق القضائية، مؤكدا أن أفراد قوات الأمن حالوا دون ذلك، وقاموا بحجز الخزائن الحديدية لهاتين الوكالتين المصرفيتين، التي كان الجناة يرغبون في الاستيلاء عليها. ونفى الدخيسي ما يتم الترويج له من طرف بعض الجهات المعادية للمغرب، بخصوص وجود حالات اختطاف في صفوف مثيري الشغب والأعمال التخريبية، مؤكدا أن الأمر يتعلق بإيقاف مجموعة من الأشخاص في حالة تلبس، وبحوزتهم أسلحة بيضاء، تم وضعهم تحت الحراسة النظرية (الاعتقال الاحتياطي) بتوجيه ومراقبة وإشراف النيابة العامة وفق الإجراءات القانونية المعمول بها. كما نفى الدخيسي، بشكل قاطع، وقوع مواجهات بين المواطنين إثر اندلاع أعمال الشغب هذه. وقال «أنفي نفيا قاطعا ما تم الترويج له بخصوص وقوع مواجهات بين المواطنين» إثر الأعمال التخريبية التي شهدتها المدينة. وأكد أن «المواجهات الوحيدة التي تمت، كانت بين مجموعة من الأشخاص من ذوي السوابق القضائية، الذين كانوا مصممين على اقتراف مجموعة من الجنح والجنايات، وأفراد القوات العمومية التي ضبطت النفس تفاديا لوقوع ضحايا مدنيين». على صعيد ذي صلة، لم تسمح السلطات الجزائرية لأفراد من أسرة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفوض العام السابق لشرطة البوليساريو من دخول الجزائر. وقالت وكالة الأنباء المغربية: إن السلطات الجزائرية لم تسمح لكل من إسماعيلي مولاي سلمى ولد سيدي مولود، والد مصطفى سلمى، وابنه محمد الشيخ، من دخول الجزائر، لذلك اضطرا إلى مغادرة مطار هواري بومدين أمس باتجاه مدريد. ونسب إلى محمد الشيخ قوله: «امتطينا طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية في اتجاه مدريد»، دون إعطاء أي توضيحات أخرى. وكان والد ولد سيدي مولود وشقيقه يعتزمان التوجه إلى مخيمات تيندوف (جنوب غربي الجزائر) لزيارة زوجة وأطفال ولد سيدي مولود، الذي كان قد اعتقل في سبتمبر (أيلول) الماضي من طرف جبهة البوليساريو، بعد أن كان قد أعلن عزمه حشد التأييد لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها العاهل المغربي الملك محمد السادس.