أدانت، أمس، محكمة الجنح بباريس، بالحبس لمدة شهرين مع وقف التنفيذ وبسنة واحدة من عدم الأهلية للترشح ضد زعيم اليمين المتطرف جون ماري لوبان، في القضية التي رفعتها الجالية الجزائريةبفرنسا ضده بتهمة ''التحريض على الكراهية'' لنشره ملصقات في الحملة الانتخابية تتهجم على المسلمين والعلم الجزائري. فصلت محكمة الجنح بباريس في القضية التي توبع فيها لوبان، زعيم الجبهة الوطنية الفرنسية، من طرف الجالية الجزائريةبفرنسا، بتثبيت ''تهمة الكراهية العنصرية'' ضد اليميني المتطرف لوبان، وهي التهمة المنصوص عليها والمعاقب عليها في قانون العقوبات الفرنسي. وبإدانة جون ماري لوبان بشهرين حبسا غير نافذ تكون العدالة قد أقرّت بأن استخدام حزب لوبان لافتة انتخابية مرسوم عليها الخريطة الفرنسية وامرأة منقبة بألوان العلم الجزائري، وتظهر فيها منارات المساجد على شكل صواري، هي دعوة صريحة على الكراهية العرقية. وانتظرت الجزائر مسار القضاء الفرنسي في هذه القضية، بحكم ''احتجاج شديد اللهجة'' كانت قد وجهته الخارجية الجزائرية لنظيرتها الفرنسية أيام الحملة الانتخابية ضد محاولات تشويه رموز الدولة الجزائرية. وقد شهدت القضية أيضا جدلا كبيرا أدى إلى رد الحكومة الفرنسية على الاحتجاج الرسمي الذي رفعته وزارة الخارجية الجزائرية لنظيرتها الفرنسية، ضد العدائية التي وقف وراءها زعيم الجبهة الوطنية جون ماري لوبان، وأبدت الخارجية الفرنسية تأسفها الشديد لاستخدام العلم الجزائري بطريقة مفزعة. وكانت جمعيات حقوقية في فرنسا قد أودعت شكوى لدى القضاء ضد حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بعد قيامه بنشر الملصقات، غير أن الفصل في القضية قد تأجل لعدة مرات. للإشارة قامت بتقديم هذه الشكوى كل من الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب، وجمعية الفضاء الفرنسي الجزائري، وحركة الواجب الجماعي للذاكرة، والتي أدانت جميعها ما قام به حزب لوبان، معتبرة ذلك فعلا عنصريا من شأنه التحريض على كراهية المهاجرين المسلمين تحت غطاء الإسلاموفوبيا التي تهدد قيم فرنسا العلمانية. وكان الناطق باسم الخارجية الفرنسية، بارنار فاليرو، قد اعترف بأن الخارجية الفرنسية بلغها الاحتجاج الشرعي الذي رفعته الجزائر من خلال وزير الشؤون الخارجية، على استخدام رموزها الوطنية في حملة انتخابية محلية من طرف اليمين المتطرف الذي يقوده جون ماري لوبان، وأوضح ممثل الخارجية الفرنسية يومها بأن السلطات الجزائرية أعلنت احتجاجها على ما أضحى يعرف بملصقة ''العار''، التي تعمد فيها المتطرف ماري لوبان المساس بالرموز الجزائرية. وكانت محكمة باريس أرجأت النطق بالحكم في الدعوى الاستعجالية التي رفعتها جمعيات جزائرية بفرنسا ضد لوبان، في وقت حاول فيه دفاع المتهم التنصل من المسؤولية، نافيا بأن يكون أتباع لوبان هم من تداولوا الملصقة، فيما أصر دفاع الطرف الجزائري على التأكيد بأن الهدف من تحريك الدعوى هو رفض أي مساس بالسيادة الوطنية إلى جانب مناهضة العنصرية.