نظمت هيئة المحامين المغاربة بالرباط، اليوم الجمعة وقفة احتجاجية للتنديد باختطاف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود من قبل ميليشيات البوليساريو. وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية تعبيرا عن تضامن هيئة المحامين بالرباط المطلق مع ولد سيدي مولود، والاحتجاج ضد التعسف والشطط ضد شخص لم يقترف أي ذنب سوى التعبير عن رأيه. ورفع المتظاهرون لافتات تدعو الجزائر الى احترام بنود معاهدة جنيف لسنة 1951 ونددوا من خلالها باعتقال ولد سيدي مولود، كما يطالبون المنتظم الدولي بالتحرك العاجل من أجل اطلاق سراحه دون شروط. وفي تصريح للصحافة، خلال هذه الوقفة، قال نقيب هيئة المحامين بالرباط ، محمد أقديم أن هذه الوقفة تأتي للتعبير عن "رفض التجاوز والتعسف الذي تمارسه أطراف تدعي بأنها مع الحرية والديمقراطية" مضيفا أنه "لا يمكن أن نقبل بأن يصل الأمر إلى حد الاعتقال والاختطاف والمحاكمة وتوجيه تهم من قبيل التجسس والخيانة وهي تهم تتنافى والمبادئ الدولية التي تدعو الى حرية التعبير وحق التنقل". وفي ختام هذه الوقفة توجه المتظاهرون إلى مقر ممثلية الأممالمتحدة بالرباط لتسليم رسالة الى الامين العام للأمم المتحدة لحثه على التدخل لدى الجزائر لرفع يدها عن قضية ولد سيدي مولود، وضمان حق المحتجزين بمخيمات تندوف في التعبير وحريتهم في التنقل وفقا للمبادئ العالمية التي تحمي حقوق الانسان من الانتهاك. الى ذلك، دعا مولاي سلمى إسماعيلي، والد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي اختطفته ميليشيات "البوليساريو" فوق التراب الجزائري، الصحافة المغربية والدولية إلى دعم القضية العادلة لابنه وإطلاق سراحه فورا. ودعا إسماعيلي، في ندوة صحفية عقدتها عائلة ولد سيدي مولود اليوم الجمعة بالرباط، المنظمات الدولية إلى تحمل مسؤوليتها من أجل العمل على إطلاق سراح ولد سيدي مولود بدون قيد أو شرط، مضيفا أن ابنه لم يقترف أي ذنب سوى التعبير علانية عن دعمه لمخطط الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، الذي تقدم به المغرب. وذكر بأنه تم اختطاف مصطفى سلمى وأمه وإخوته سنة 1979 بالسمارة ولم يره إلا خلال هذه السنة، حيث قدم في إطار زيارة عائلية ب"عين وأذن وفكر وحيد، غير أنه وخلال زيارته للأقاليم الجنوبية، أصبح مصطفى سلمة ينظر بعينين ويسمع بأذنين، واقتنع بأن مبادرة الحكم الذاتي هي الحل الوحيد والجدي لجميع الصحراويين". وأضاف مولاي سلمى إسماعيلي أن ابنه، وبعدما وقف عن كثب على الأشواط الهامة والإنجازات الكبيرة التي حققها المغرب ولاسيما الأقاليم الجنوبية واقتنع بأهمية وجدية مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء، أكد بأنه سيعود إلى ذويه ولكل الصحراويين لشرح حيثيات هذه المبادرة ومدى جديتها ومطابقتها لواقع الصحراويين بتندوف. ومن جهة أخرى، ذكر مولاي سلمى إسماعيلي بأنه شيخ قبيلة الرقيبات لبيهات، وبأنه شارك في الكفاح المسلح أواخر عقد الخمسينيات من القرن الماضي، ضمن قوات جيش التحرير ضد الاستعمار الاسباني، مضيفا أنه وبعد رجوع الصحراء إلى الوطن الأم، المغرب، احتفظ بموقعه كشيخ لقبيلته وأحد أعيان الصحراء عامة ومدينة السمارة خاصة. من جهته، دعا محمد الشيخ ولد سيدي مولود، شقيق مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، ورئيس "لجنة العمل من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمة ولد سيدي مولود" إلى إطلاق سراح شقيقه لأنه لم يرتكب أي جرم، وقام فقط بممارسة حقه الطبيعي في التعبير عن رأيه الداعم والمؤيد لمبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة. ودعا المنتظم الدولي إلى العمل على إطلاق سراح شقيقه وعدم السماح بمحاكمته، وفي المقابل إلى تحريك المتابعة القضائية في حق المسؤولين عن عملية الاختطاف، مشيرا إلى أن وفدا سيتوجه الأسبوع المقبل إلى نيويورك لتسليم رسائل تطالب بإطلاق سراح مصطفى سلمى إلى الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة وإلى كافة المنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان. كما ذكر محمد الشيخ ولد سيدي مولود بالمعاناة التي تكبدها شقيقه، بعد تعرضه للاختطاف رفقة أمه وإخوته سنة 1979 واقتيادهم إلى مخيمات تندوف، مضيفا أنه ظل تحت ضغط وتأثير أفكار وتوجهات "البوليساريو" وعاش في ظل تعتيم إعلامي كبير يكرس لفكر وحيد. وأضاف أنه وبعد شجاعة كبيرة منه، جاء مصطفى سلمى إلى الأقاليم الجنوبية وتجول في مختلف أرجائها، حيث وقف على الإنجازات الكبيرة التي تحققت وعلى المغرب الحقيقي، بعدما عاش أزيد من ثلاثين سنة من المعاناة تحت الخيام. وأبرز أن هذه الزيارة مكنت مصطفى من الخروج بخلاصة هامة وهي أن مبادرة الحكم الذاتي تعتبر "الحل الوسط الذي يضمن للصحراويين هويتهم ومطالبهم" وتبناها كخيار أكد إرادته القوية للدفاع عنه، إلا أنه تعرض للاختطاف أمام أعين بعض من أفراد أسرته (أمه وأخوه)، ومايزال مصيره مجهولا حتى الآن. كما أكد محمد الشيخ ولد سيدي مولود أن هناك تحركات بمخيمات تندوف في أوساط عائلته وأعيان القبائل للمطالبة بإطلاق سراحه، مبرزا أن عائلته في انتظار أي جديد يطمئنها على حالته الصحية، خاصة في ظل ورود معلومات تفيد بتعرضه لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي من قبل ميليشيات "البوليساريو" والسلطات الجزائرية.