نواكشوط – "صحراء ميديا" الرباط -"مغارب كم" وصف نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي، دفع فدية مالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مقابل تحرير الرهائن بالعمل غير الاستراتيجي، وذلك بعد أنباء تحدثت عن دفع اسبانيا فدية مقابل الإفراج عن مواطنيها روكي باسكوال وآلبير فيلالتا. وقال ساركوزي إن الإستراتيجية الوحيدة "ينبغي إلا تقوم على دفع فدية والقبول بالإفراج عن سجناء مقابل الإفراج عن أبرياء مظلومين... لا يمكن أن تكون هذه هي الإستراتيجية". وأضاف الرئيس الفرنسي، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر السفراء الفرنسيين، أن العملية التي نفذتها القوات الموريتانية والفرنسية في 22 يوليو الماضي في مالي ضد تنظيم القاعدة كانت "منعطفا كبيرا". ولم تنجح هذه العملية في الإفراج عن الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو، لكنها أدت إلى مقتل سبعة من عناصر التنظيم. وبعد ثلاثة أيام أعلن التنظيم إعدام جرمانو. وخلافا لما أعلنه التنظيم نفت فرنسا إجراء مفاوضات مع خاطفي جرمانو المتطوع الانساني البالغ من العمر 78 عاما والذي كان يعاني من مرض في القلب وخطف في 19 ابريل 2010 في شمال النيجر. ورغم أن الحكومة الإسبانية لم تتحدث عن دفع فدية للخاطفين، فقد تحدثت الصحف الاسبانية عن أن الحكومة دفعت الملايين من اليورو مقابل الإفراج عن رهينتيها، كما سبق الإفراج عنهما تسليم موريتانيا خاطفهما عمر الصحراوي إلى مالي. وذكرت صحيفة" الموندو" الاسبانية المقربة من المعارضة في عدد الثلاثاء، من دون أن تشير إلى مصادرها، أن الحكومة الاسبانية دفعت سبعة ملايين يورو سواء للوسطاء أو الخاطفين، مقابل إفراج تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عن الرهينتين الاسبانيين اللذين كان يحتجزهما. وأكد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الاثنين في رسالة صوتية انه أفرج عن الرهينتين الاسبانيين مقابل تلبية بعض مطالبه، مشيرا إلى أن الإفراج عن الاسبانيين يشكل درسا على فرنسا أن تتعلمه جيدا. وسبق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أن أفرج؛ في فبراير الماضي، عن المتطوع الإنساني الفرنسي بيير كامات، الذي كان محتجزا في صحراء مالي بعدما لبت باماكو طلب تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الإفراج عن أربعة من نشطاء التنظيم. تجدر الإشارة إلى ان الحكومة الإسبانية راهنت منذ اختطاف مواطنيها الثلاث بموريتانيا العام الماضي، على أسلوب الحوار غير المباشر عبر وسطاء مع تنظيم القاعدة. وكانت هذه الأخيرة قد أطلقت سراح إليثيا غامث التي كانت رفقة زميليها اللذين أفرج عنهما أخيرا. وأبدت حكومة مدريد تفاؤلا منذ بداية الأزمة بشأن مصير الرهائن ، وكثيرا ما رددت أنهم بخير استنادا إلى تقارير مطمئنة كانت تصلها عبر وسطاء أو معلومات استخباراتية. ويستبعد المراقبون أن تكون صفقة بين الإفراج الأخير قد تمت بدون مقابل مادي حصل عليه التنظيم الإرهابي وهو ما لا تنكره السلطات الإسبانية صراحة أو تقر به مكتفية بالقول إن المهم أن الرهينتين قد عادا سالمين إلى عائلتهما وليس مهما الحديث عن طبيعة الوسيلة . وفي مقابل ذلك، انتقدت بعض الصحف الفرنسية أخيرا أداء حكومة بلادها بخصوص قضية "جرمانو" والتي تميزت ن حسب الصحف، باستعراض القوة لتحرير الرهينة ما أدى إلى إعدامه من طرف التنظيم الإرهابي.