أقرت كوريا الجنوبية أمس للمرة الأولى بتورط أحد دبلوماسييها في فضيحة تجسس ضد ليبيا، لكنها قالت إن عملية التجسس استهدفت علاقات ليبيا العسكرية مع كوريا الشمالية ولم تشمل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وأسرته وكبار مساعديه. وقالت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية في تقرير بثته عبر موقعها الإلكتروني إن المباحثات بين كوريا الجنوبية وليبيا في ما يتعلق بحادث طرد موظف في وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية من ليبيا دخلت إلى المرحلة النهائية، مشيرة إلى أن الجانبين عقدا حتى الآن أربع جولات من المحادثات المباشرة والمتعلقة بهذه الأزمة. وأوضحت أنه من المتوقع أن يعود وفد وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية الذي زار ليبيا في العشرين من الشهر الجاري لإجراء المباحثات مع الاستخبارات الليبية، إلى البلاد في نهاية هذا الأسبوع. ونقلت الوكالة عن مصادر رسمية أن الجانب الكوري ركز في هذه المباحثات على شرح أن الأنشطة الاستخباراتية التي قام بها موظف في وكالة الاستخبارات ليس لديها علاقة بالزعيم الليبي وابنه، وتهدف إلى جمع المعلومات الخاصة بكوريا الشمالية. وتابع قائلا: «الحصول على المعلومات الخاصة بكوريا الشمالية مهم للغاية بالنسبة لنا، حيث لدينا علاقة خاصة مع كوريا الشمالية». لكن في المقابل يعتقد الجانب الليبي أن الأنشطة الاستخباراتية للجانب الكوري الجنوبي جرت لصالح الولاياتالمتحدة أو إسرائيل باقتراح من دول أخرى. ولم يظهر الجانب الليبي تغييرا واضحا في موقفه حتى الآن، وعلى الرغم من الشرح من كوريا الجنوبية فإنه يبدو أن شقة الخلافات بين الجانبين تم تضييقها إلى حد ما. وقال مصدر في سيول إن قضية الجدل في المباحثات هي كيفية تعريف الأنشطة الاستخباراتية وتقديرها، شرحت كوريا الجنوبية ذلك بصورة كافية، إلا أنه اعتبارا لخصوصية الحكومة الليبية والقضية، فإن الوضع ما زال متقلبا. وكانت السلطات الليبية قررت تعليق العمل في سفارتها في سيول واستدعت ممثلها الاقتصادي من هناك، احتجاجا على فضيحة التجسس التي تورط فيها دبلوماسي في سفارة كوريا الجنوبية في العاصمة الليبية طرابلس. وقال مسؤول ليبي ل«الشرق الأوسط» إن طرابلس تتجه على ما يبدو لمعاقبة سيول، مشيرا إلى أن قرر سحب الدبلوماسيين الليبيين من هناك من شأنه أن يلحق أضرارا كبيرة بشركات تابعة لكوريا الجنوبية في السوق الليبية ويؤثر سلبا على المشاريع التي تتولى إقامتها أو تشارك فيها. وقالت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية إن السلطات الليبية تعقبت دبلوماسيا من سفارة كوريا في طرابلس لمدة 3 شهور قبل اعتقاله في الشهر الماضي، حيث تم استجوابه لمدة 6 أيام قبل طرده باعتباره شخصا غير مرغوب فيه. وزار لي سانغ دوك شقيق الرئيس الكوري الجنوبي ليبيا بصفته مبعوثا رئاسيا خاصا بهدف تطوير العلاقات الثنائية ودعم الشركات الكورية الجنوبية هناك في تنفيذ مشاريع البنى التحتية، في إطار الاحتفال بالذكرى الثلاثين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وكانت وسائل إعلام محلية بكوريا الجنوبية قد ذكرت أنه قد تم إلقاء القبض أيضا على موظف ليبي يعمل في سفارة كوريا الجنوبية بطرابلس بتهمة التجسس لصالح سيول، بعد رصد تحركات مشبوهة قام بها ضابط الارتباط الكوري بالتعاون مع اثنين من المتهمين الليبيين. وتفيد التقارير أن المتهمين أحدهما رئيس عرفاء بالشرطة، والآخر مسؤول رفيع في الإدارة الآسيوية بالخارجية الليبية، عمل سابقا سفيرا لليبيا في الخارج، كما انتدب للعمل كمسؤول للعلاقات الخارجية في مؤسسة القذافي، ومديرا تنفيذيا لجمعية مكافحة الألغام حتى نهاية العام الماضي، وتمت تنحيته إثر الاشتباه في تغيير سلوكه وتزايد مطالبه غير المستحقة.