تعد الصورة الفوتوغرافية التي التقطت مؤخراً لنجل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل -البالغ من العمر 26 عاماً، والذي تردد سراً أنه سوف يخلف والده في قيادة بيونج يانج- سبقاً صحفياً كبيراً في تلك الدولة الشيوعية السرية. وبدت الصورة التي بثتها شبكة الإنترنت نقلا عن التلفزيون الياباني لنجل الزعيم الكوري الشمالي -كيم جونج يون- الأولى بعد آخر صورة التقطت وبثت له منذ أن كان في الثانية عشرة من العمر. غير أن آفة الصورة هذه أنها ليست لنجل الزعيم الكوري الشاب كما اعتقد، إنما تعود إلى مواطن كوري جنوبي يبلغ من العمر 40 عاماً، ويعتقد أنه يعمل في مجال الإنشاءات والبناء، إلى جانب إدارته لموقع إلكتروني معني بالتنجيم وقراءة الطالع. وقال ذلك العامل إنه ذهل فعلا من حصول التلفزيون الياباني على صورته الشخصية المبثوثة عبر شبكة الإنترنت. ففي حديث له مع وكالة «يونهاب» الإخبارية الكورية الجنوبية قال «بايي سيوك بوم» - وهو اسم العامل صاحب الصورة المبثوثة - فأنا مندهش فعلا لأنني لم أحمّل صورتي الخاصة إلكترونياً عبر الشبكة، إلا لكي ألفت نظر أصدقائي ومعارفي المقربين إلى شدة التشابه بيني والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل. ولم يخطر لي مطلقاً أن الأمر سيمضي إلى ما وصل إليه! فسرعان ما تحولت الصورة المبثوثة إلى هوس إلكتروني في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، بل حتى الصين، بعد أن سارع إلى بثها الهواة من مشاهدي التلفزيون في كوريا الشمالية عبر البريد الإلكتروني. يجدر القول إن «كيم جونج يون»، يعد الابن الثالث والمفضل لدى أبيه الزعيم الكوري الشمالي، الذي أكدت الأنباء والتقارير انشغاله بالبحث عمن يخلفه في الحكم بعد إصابته بسكتة دماغية خطيرة العام الماضي. وقد أنجب كيم جونج إيل نجله كيم جونج يون -المرشح لخلافته- من زوجته الثالثة الراحلة «كو يونج هاي» التي كانت تعمل راقصة قبل زواجه منها. ومما يقال عن نجل الزعيم الكوري الشمالي، إنه مفتون برياضة التزلج على الجليد، فضلا عن ممارسته لرياضة كرة السلة، وإعجابه الخاص بمايكل جوردان نجم قناة NBA . كما يعرف عنه أنه تخفّى وراء اسم مستعار تمكن به من الدراسة في إحدى المدارس الداخلية في سويسرا. ومنذ عودته إلى بلاده من هناك، وآنذاك كان عمره دون سن العشرين، لم تلتقط له صورة عامة قط، حسب إفادة التقارير الصحفية. وتقول بعض التسريبات في كوريا الجنوبية إن «كيم جونج إيل» يفضل ابنه الأصغر على نجليه الآخرين لأنه الأقرب إليه من حيث الرؤية والشخصية. وقال مشرعون في البرلمان الكوري الجنوبي إنهم تلقوا خلال شهر يونيو الجاري، معلومات سرية مصنفة، تؤكد اختيار كيم جونج إيل رسمياً نجله كيم جونج يون خلفاً له في الرئاسة. وعلى رغم قلة المعلومات المتوفرة عن النجل - الرئيس المرتقب لبيونج يانج - فإن تقريراً صادراً عن «شيونج سيونج شانج» مدير برنامج العلاقات الكورية الجنوبية - الشمالية بمعهد «سيونج»، الذي يقع مقره قريباً من العاصمة الكورية الجنوبية سيول، أكد إصابته بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري. كما ذكر التقرير أن النجل يجيد التحدث باللغة الإنجليزية. ولكن بالنسبة لعامل البناء «بايي سيوك بوم»، فقد ارتبط اسمه عن طريق الخطأ باسم العائلة الكورية الشمالية الحاكمة سيئة الذكر. وبسبب ذلك الارتباط، فقد أصبح ملاحقاً من قبل الصحفيين الذين ضاق بمطاردتهم له على حد قوله في تصريح موجز أدلى به لصحيفة «لوس أنجلوس تايمز». وأضاف قائلا إنه لم يعد يرفع سماعة هاتف منزله الذي لا يكف لحظة واحدة عن الرنين منذ أن بثت صورته خطأً عبر التلفزيون الياباني وشبكة الإنترنت. وبعد انتهاء يوم عمله في مجال الإنشاءات والبناء، يقضي «بايي» الوقت في إدارة موقعه الإلكتروني الخاص المذكور. وقال إن صورته التي تم تداولها عبر التلفزيون والشبكة الإلكترونية، كانت قد التقطت له في صيف العام الماضي في إحدى المناطق الريفية من كوريا الجنوبية. وعلى إثر بثها بدأ أصدقاؤه ومعارفه المقربون ينعتونه باسم «السكرتير العام كيم جونج إيل». وعبر برنامج بث يوم الأربعاء الماضي، قال التلفزيون الياباني إنه تلقى معلومات من مصدر صحفي لم يسمه، سبق له أن قابل نجل الزعيم الكوري الشمالي عدة مرات، مؤكداً مصداقية الصورة المبثوثة بنسبة 90 في المئة. كما يلاحظ تركيز المحطة التلفزيونية المذكورة على عيني النجل «كيم جونج يون» المزعوم وراء عدسات النظارات الشمسية، حرصاً منها على تأكيد الشبه بينه وأبيه كما اعتقدت. وقال معلق إخباري إن ملامح وجه النجل وتقاطيعه تكاد تكون مطابقة لوجه أبيه الزعيم الشمالي. ولا تقتصر شدة الشبه بين النجل وأبيه على تقاطيع الوجه وحدها، بل تشمل كذلك التشابه الكبير في تسريحة الشعر. ثم أليست النظارات الشمسية تقليداً ثابتاً لدى أفراد العائلة الحاكمة في بيونج يانج؟ هكذا قال المعلق الإخباري مزهواً بالسبق الصحفي الذي حققته قناته التلفزيونية. لكن وبعد يوم واحد فحسب من بث الصورة، تراجعت واعتذرت القناة لمشاهديها عن زعمها الحصول على صورة حصرية لنجل الزعيم الكوري الشمالي. وجاء في نص الاعتذار: «فقد بتنا نعتقد الآن باحتمال أن تكون الصورة التي بثتها القناة لشخص آخر ليس له علاقة بكيم جونج يون». عن «لوس أنجلوس تايمز»