نقل فنانون مغاربة الحديث حول قضايا سياسية إلى خشبة مسرح محمد الخامس في العاصمة الرباط. وأثيرت قضايا من قبيل الحكم الذاتي والجهوية الموسعة خلال ملحمة غنائية قدمتها النقابة للحرة للموسيقيين المغاربة مساء أول أمس (السبت). قدمت ملحمة "الله على المغرب" في شكل رحلة عبرت خلالها سائحة أجنبية أهم مدن المغرب، للتعرف على التراث الثقافي والحضاري لكل مدينة. تخللت الرحلة أغاني وفقرات من التراث المغربي الخاص بكل منطقة في المغرب. وعلى الرغم من أن الأغاني التي قدمت على مدى ساعتين ركزت على إبراز المؤهلات الطبيعية والتاريخية والتراثية لكل منطقة، فإن بعض الفقرات لم تخل من تعبير واضح عن مواقف سياسية إزاء القضايا الكبيرة التي تشغل المغرب. ولوحظ في الفترة الأخيرة تنامي مبادرات تهدف إلى إحياء قيم المواطنة وحب الوطن، كان أولها إنجاز أكبر علم في العالم في مايو الماضي في إحدى مدن جنوب المغرب بمبادرة من رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة. وهو التوجه نفسه الذي اعتمدته القناة التلفزيونية الثانية حين ركزت في أكبر برنامج لاختيار مواهب في الغناء في المغرب على إعادة إنتاج أغاني وطنية قديمة تمجد الوطن وتدعم قضاياه الأساسية محاولة منها لإحياء قيم المواطنة. كما برز هذا التوجه في عدد من المهرجانات الفنية مثل مهرجان موازين حيث غنى فنانون عرب أمثال ماجدة الرومي ورامي عياش ومريام فارس أغاني مغربية وطنية ولوحوا بالعلم المغربي، إضافة إلى ارتدائهم للباس تقليدي مغربي. واعتبر متابعون للشأن الفني والثقافي في المغرب أن هذه المبادرات "على بساطتها" تأتي في وقت يحتاج فيه المغرب إلى كل ما من شأنه إذكاء روح المواطنة وقيم التكافل الاجتماعي. يشار إلى أن ملحمة "الله على المغرب" ألفها وأخرجها مصطفى بغداد، ولحن أغانيها كل من عز الدين منتصر ومحمود الإدريسي وشكيب العاصمي وابراهيم بركات.