كشفت مصادر فرنسية أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز سيحضر، غدا الثلاثاء، مأدبة غذاء في قصر الإليزي إلى جانب رؤساء دول إفريقية دعاهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بمناسبة مرور 50 سنة على استقلال تلك الدول. ومن المقرر أن يشارك جنود هذه الدول، وهي بنين وبوركينا فاسو والكاميرون وافريقيا الوسطى والكونغو برازافيل وساحل العاج والغابون ومالي وموريتانيا والنيجر والسنغال وتشاد وتوغو، في استعراض الشانزيليزيه، بعد غد الأربعاء، بمناسبة العيد الوطني الفرنسي. وبحسب فرانس برس، فإن جميع الرؤساء تقريبا لبوا الدعوة بقيادة عميدهم الكاميروني بول بيا، في حين فضل العاجي لوران غباغبو الذي يقيم علاقات متوترة مع باريس بسبب إرجاء الانتخابات الرئاسية باستمرار، ان يمثله وزير الدفاع في حين لم يعتبر الملغاشي اندري راجولينا، وهو الاستثناء الثاني، متمتعا بما يكفي من الشرعية، لكن جنوده سيحضرون استعراض الأربعاء. وتوقعت فرانس برس أن يجدد نيكولا ساركوزي، في مأدبة الغذاء في كلمته التعبير عن إرادته تجديد العلاقة بين فرنسا وإفريقيا ومساعدة القارة على تحديد "مكانتها الصحيحة" في إدارة العالم. وسيغتنم ساركوزي الفرصة أيضا لتوضيح موقفه من مطلب قديم بمساواة علاوات تقاعد قدماء محاربي قوات المستعمرات المقيمين في الخارج مع رفقائهم الفرنسيين كما دعا إلى ذلك المجلس الدستوري نهاية آيار/مايو. وكان نيكولا ساركوزي أكد في الساحل الازوردي (كوت دازور- نيس) أن "ليس لديه سوى أصدقاء" في القارة الإفريقية مميزا الدولتين الكبيريين الناطقتين باللغة الانكليزية نيجيريا وجنوب افريقيا. وفي بادرة رمزية الغى مادبة العشاء التي كانت حتى الان حكرا على الفرنكوفونيين من "المقربين" بين القادة الأفارقة. وجاء في تقرير فرانس برس أن جمعية "سورفي"، التي تنشط من أجل مراجعة العلاقات الفرنسية الإفريقية، استغربت إقامة هذا الغداء بين أصدقاء، ونقلت عن أمينها العام اوليفييه تيمونييه قوله "لم يتغير شيء. إن فرنسا لا تعمل إلا على صيانة مصالحها دون أدنى حرص على الديمقراطية". بينما رد قصر الايليزيه بالقول إن "إرادتنا في اقامة علاقة مع مجمل القارة لا تمنع من الحفاظ على علاقة مميزة مع الدول التي تقاسمنا الماضي معها. إن هذه الدعوة تلبي أولا "ما يترقبه الأفارقة انفسهم". لكن ما يثير انتقادات أكثر، بحسب فرانس برس دائما، هو الاستعراض العسكري. ونسبت الوكالة غلى باتريك فربياز، العضو في شبكة "الخروج من الاستعمار" قوله "من جهة هناك 14 تموز/يوليو، عيد الحرية والأخوة والمساواة، ومن جهة اخرى هناك استعراض سنرى فيه قوات يقودها مجرمون". غير أن الايليزيه يرد باستياء "هذا غير صحيح، اجريت كافة التحريات لتفادي ان يشارك في الاستعراض اشخاص يخضعون لملاحقات". وشدد الوزير السابق جاك توبون المكلف بالاحتفال بخمسينية استقلال الدول الافريقية ان "هذا الاستعراض هو قبل كل شيء تكريم للجنود الافارقة الذين قاتلوا من اجل فرنسا. ومن شان ذلك ان يسمح ايضا بتحمل مسؤولية وشرح وتجديد العلاقة بين تلك الدول وفرنسا".