بادرت وزارة الخارجية الإسبانية، بتصحيح "الخطأ" الذي وقع فيه يوم الخميس الماضي، محرك"غوغل" العالمي الذي اعتبر الجزر الصغيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط، بشمال المغرب أجزاء من التراب المغربي بحكم موقعها القريب جدا من الشواطئ المغربية. وذكرت مصادر إسبانية أن المشرفين على خرائط ومحرك "غوغل" قاموا من جهتهم بإصلاح "الخطأ" الذي وقعوا فيه بمجرد معرفتهم بردود الفعل الإسبانية التي أثارتها "إعادة " الجزر المغربية إلى أصحابها الشرعيين والحقيقيين، ومن أشهرها إثارة على الصعيد الإعلامي جزيرة ليلى بيريخيل، التي كادت أن تكون سببا في اندلاع نزاع مسلح بين المغرب وإسبانيا صيف 2002 تلك الصخرة المهجورة التي لا يعيش فيها أحد والتي توجد على بعد أمتار فقط من اليابسة المغربية، لدرجة أن رعاة الماشية يصلونها سباحة في فصل الصيف. وأشارت ذات المصادر إلى أن وزير الخارجية الإسبانية، ميغيل أنخيل موراتينوس، حرص على أن تقوم إدارته بتوجيه الخطاب التصحيحي إلى الموقع، حتى يأخذ الأمر طابعا رسميا موثقا. إلى ذلك لوحظ أن المغرب على الصعيد الرسمي لم يول الموضوع أي اهتمام أو قام مهللا بما قدمه له موقع "غوغل" واكتفت الصحافة بنشر الخبر المثير، إيمانا منها أن "غوغل" لا يمكن أن يعيد الحق إلى أصحابه إلا على السبيل الافتراضي. وكشف حادث "غوغل" رغم طابعه المثير للفضول الإعلامي، حقيقة المشاعر الدفينة التي ما زالت تسكن قطاعات واسعة من الرأي العام الإسباني وخاصة وسائل إعلامه التي تعاملت مع "الحادث" وكأن المغرب استعاد بالفعل الأراضي المقتطعة من أراضيه في ظروف تاريخية استعمارية، ولذلك مضت في نشر التعاليق والمقالات المستنكرة لما أقدم عليه "المحرك". كأنه أرتكب خطأ جسيما لا يغتفر.