تمسك رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، ب''الحقائق'' التي أوردها في كتابه الصادر مؤخرا بعنوان ''عميروش.. حياة ميتتان ووصية''. ويواصل سعدي نقل النقاش حول الكتاب من الجزائر إلى داخل الدوائر الفرنسية. يستمر رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، في الترويج لكتابه الأخير عن حياة العقيد عميروش. كما يسوّق سعدي ما يسميه ''المضايقات'' التي تعرّض لها قبل وبعد صدور الكتاب. واختار رئيس التجمع أن يدفع بالجدل في فرنسا. ويبدو أنه مستقر على آرائه التي تضمّنها كتابه، رغم حملة الرد التي صدرت عن شخصيات ثورية وسياسية جزائرية. واتهم سعيد سعدي، في حوار له نشرته، أمس، صحيفة ''لومانيتي'' الفرنسية، وزير الداخلية الجزائري (السابق) يزيد زرهوني، ب''تهديد'' بعض دور النشر في الجزائر من طبع كتابه. ويتفاخر سعدي بأن ''التضييق'' لم ينفع في كبح تقدم الكتاب في سوق البيع ويقول إن: '' 30 ألف نسخة بيعت في الخارج وبين خمسة آلاف وعشرة آلاف في الجزائر''. ويرى سعدي أن الردود الكثيرة التي وردت بخصوص ما تضمنه كتابه ''لا تعبر عن رأي الجزائريين''. ويضيف: ''اكتشفت أن الجزائريين شعب بإمكانه الاستماع إذا قدمت له دلائل كافية. وإن مثقفين وكتابا ونقابيين وغيرهم دعموه، بل إن طلبة معرّبين طلبوا ترجمة كتابه للعربية.. وسيكون لهم ذلك، وسأضع النسخة العربية في الأسواق بعد شهر''. وهاجم سعدي الذين انتقدوا كتابه دون ذكر أسمائهم وهم كثيرون. وكان علي كافي رئيس المجلس الأعلى للدولة بين جويلية 1992 وجانفي 1994، قال إن ما ورد في كتاب سعيد سعدي حول ظروف استشهاد العقيدين عميروش والحواس كلها ''دس وكذب مفضوح''. موضحا أن اتهام الثنائي عبد الحفيظ بوصوف وهواري بومدين بالضلوع في مقتل قائدي الولايتين الثالثة والسادسة سنة 1959، ''لا أساس له من الصحة''. مضيفا أن الوثيقة التي تحدث عنها سعيد سعدي في كتابه بخصوص ما أسماه ''ضلوع المالغ في مقتل العقيدين عميروش والحواس''، قد تكون مجرد وثيقة مزورة من إعداد المكتب الخامس، الذي أحدثته فرنسا خلال الثورة الجزائرية بغرض تدمير الثورة من داخلها. وركز سعدي أن فلسفته من وراء الكتاب هي ''القول إن في الثورة نقاط ظل تبقى غامضة.. والنظام يبقي عليها كذلك للانتفاع من مفهوم الشرعية الثورية''. وسئل سعدي عن موقفه من مسألة الاعتذار الذي تطالب به الجزائرفرنسا الرسمية عن فترتها الاستعمارية، فأوضح أنه لا يريد الانخراط في هذه الموجة ''التي يلجأ لها النظام في كل مرة لما تكون هناك ضغوط داخلية''. ويرى سعدي أن هناك تشابها كبيرا بين فرنساوالجزائر ف''كلاهما يرفض النظر إلى ماضيه. وأنا في كتابي أقول إنه من حق الجزائريين النظر في ماضيهم''.