اعلنت حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس الاثنين، انها قررت مقاضاة السياسيين والاعلاميين الذين وجهوا "اتهامات مجانية كاذبة" للحركة ورئيسها راشد الغنوشي بالضلوع في قتل شكري بلعيد المعارض الشرس للحركة الذي اغتيل الاربعاء الماضي. وقالت الحركة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك "يدخل في نفس الإجراء (التتبع القضائي)، جميع الأشخاص والمؤسسات التي قامت بذلك أو حرضت على العنف ووافقت عليه أو قامت بالعدوان على منتسبي حركة النهضة ومقراتها"، حسب وكالة الأنباء الفرنسية. وتابعت "تقرر البدء في جمع المواد السمعية والبصرية التي تثبت تورط هؤلاء المذكورين أعلاه من أجل إرفاقها في ملفات الدعاوى ضدهم، كما يمكن قبول شهادات الأفراد الحاضرين وشهود العيان حسب ما ينص عليه القانون". وطلبت إرسال الشهادات و"المعلومات المتحصل عليها" الى صفحتي النهضة والغنوشي على فيسبوك. واتهم والد شكري بلعيد وشقيقه وزوجته ومعارضون راشد الغنوشي (72 عاما) وحزبه بتدبير اغتيال بلعيد على خلفية معارضته الشرسة للحركة ورئيسها. والجمعة الماضي ردد الآلاف من المشاركين في جنازة بلعيد شعارات اتهموا فيها الغنوشي بقتل بلعيد من قبيل "يا غنوشي يا سفاح..يا قتال الارواح". والسبت اعلن راشد الغنوشي ان عملية "الاغتيال الآثم" لبلعيد "لا تخرج عن معتاد الثورات قديما وحديثا". وقال انها "جزء من ضريبة التحول (الذي تعيشه تونس منذ الاطاحة مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي) وحدثت في ثورات سابقة". وأدلى الغنوشي بهذه التصريحات خلال مشاركته في ملتقى "ظاهرة العنف السياسي (في تونس) وكيفية التصدي لها" الذي نظمه "مركز دراسة الإسلام والديمقراطية بتونس" (منظمة غير حكومية). واضاف "لا احد يمكن ان يصدق ان الحاكمين من مصلحتهم" اغتيال بلعيد متهما ما اسماه ب"الثورة المضادة" باغتياله. وقال إن الثورة المضادة "تستعين بالدول والأوضاع الخارجية التي ترى في نجاح النموذج التونسي خطرا عليها وعلى مصالحها ونماذجها الداخلية". وتابع الغنوشي "تلتقي مصلحة الثورة المضادة مع مصالح (دول) عربية وغير عربية في الزج ببلادنا في بوتقة الفتنة". وحذر من ان "العنف يريد ان يفرض على التونسيين لغة جديدة للتخاطب" لكنه اكد ان حزبه لن ينجر وراء العنف. *تعليق الصورة: الراحل شكري بلعيد، المعارض التونسي.