هل ستكون عملية اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد إيذانا بانهيار نظام الإخوان بتونس، بعد ان عجّل انتحار البوعزيزي برحيل زين العابدين بن علي ونهاية حقبة من تاريخ تونس؟ سؤال يطرح نفسه بحدّة بعد اعمال العنف والمظاهرات التي اعقبت اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد، وكذا نوعية الشعارات التي رفعها التونسيون والتي تشبه في مضامينها تلك التي رفعت ضد بن علي وزبانيته.
فبعد أن ضاق التونسيون ذرعا من حكم حزب النهضة، وتساهله مع المتشددين، الذين سرقوا من الشعب ثورته وحاولوا الرجوع بالشعب إلى غياهب العنف ومحاكم التفتيش، وذلك بإحراق الكنائس وتعنيف كل المعارضين لتوجه الإسلامويين والتضييق على الحريات الفردية والجماعية وظهور ميليشيات سلفية اتهمت مرارا بمهاجمة المعارضة.
. بدأت بوادر ثورة شعبية تلوح في الافق أذكى نارها اغتيال شكري بلعيد، احد الوجوه المعارضة للإسلاميين واحد رموز ثورة الياسمين.
وقد رفع آلاف التونسيين أثناء تشييع جنازة بلعيد، شعارات تطالب برأس الغنوشي، زعيم الاخوان، ورحيله محمّلين السلطة الاسلامية مسؤولية الازمة السياسية والأمنية في البلاد.
ومن بين الشعارات المعادية لراشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الاسلامية الحاكمة التي تتهمها عائلة بلعيد باغتياله، رفع المتظاهرون "لا اله الا الله والغنوشي عدو الله" و"يا غنوشي يا سفاح يا قتال الارواح"، كما رددوا "بالدم بالروح نفديك يا شهيد" وشعارات اخرى تتهم اسلاميي النهضة بأنهم "قتلة"..
إرهاصات الثورة ضد نظام الاخوان تتبدى كذلك من خلال ركود النشاط في البلاد بسبب الاضراب العام الذي دعت اليه مجموعة من الأحزاب المعارضة والاتحاد العام التونسي للشغل الذي يضم خمسة ملايين منخرط وهو الذي ساهم إلى حد بعيد في ثورة الياسمين كما ان تنظيمه المُحكم وشعبيته وسط الشغيلة والموظفين حال دون سقوط البلاد في الفوضى بفضل تاريخه النضالي وتأطيره لأغلب الشرائح الاجتماعية في تونس .
وقد رأى الكثير من المحللين ان اللاتحاد العام للشغالين بتونس بفضل تجربته وتاريخه وتنظيمه المحكم استطاع تجنيب تونس الكثير من الكوارث وذلك بتعويضه مؤسسات الدولة المنهارة مباشرة بعد سقوط نظام بن علي.
هذه بعض ملامح الحراك الاجتماعي والسياسي الذي يسير في اتجاه العصف بحكم الاخوان بتونس بعد ان برهنوا على فشلهم في مرحلة حرجة من تاريخ تونس..