هاجم جنود ماليون الجمعة في باماكو ثكنة لعسكريين مقربين من الرئيس السابق امادو توماني تواري في وقت ارتكب فيه إسلامي أول عملية انتحارية في تاريخ مالي في مدينة غاو الشمالية التي تم استعادتها من الإسلاميين. وعلى الأرض، واصل الجنود الفرنسيون والتشاديون تقدمهم في أقصى شمال شرق مالي، معقل المجموعات الإسلامية المسلحة واستعادوا الجمعة مدينة تيساليت قرب الحدود الجزائرية، وفق وكالة الأنباء الفرنسية. وفي غاو على بعد 1200 كلم شمال شرق باماكو، نفذ اسلامي عملية انتحارية استهدفت عسكريين ماليين. وصرح المسؤول العسكري مامدو كيتا "وصل على دراجة نارية الى موقعنا. كان من الطوارق وعندما اقتربنا منه فجر حزامه الناسف". وأضاف "قتل على الفور وأصيب احد جنودنا بجروح طفيفة". وأعلنت حركة الوحدة والجهاد في غرب افريقيا لوكالة الأنباء الفرنسية مسؤوليتها عن العملية الانتحارية التي نفذت صباح الجمعة عند نقطة تفتيش للجيش المالي في غاو. وصرح ابو وليد صحراوي المتحدث باسم الحركة لنفس الوكالة: "نعلن مسؤوليتنا عن اعتداء اليوم ضد العسكريين الماليين الذي وقفوا الى جانب الكفار أعداء الإسلام"، حسب تعبيره، مهددا بعمليات انتحارية أخرى. وقال المتحدث الخميس ان "حركة الوحدة والجهاد في غرب افريقيا مسؤولة عن تفجير سيارتين للجيش المالي بين غاو وهومبوري" (شمال) مؤكدا ان مجموعته "نجحت في إيجاد منطقة نزاع جديدة وشن هجمات على قوافل وإرسال انتحاريين". وتمكن مراسل من وكالة الأنباء الفرنسية مشاهدة جثة الانتحاري الممزقة الذي كان يرتدي لباس عناصر الدرك الماليين. وكان يحمل ايضا اضافة الى حزامه الناسف قذيفة لم تنفجر. وفي باماكو أصيب عدد من الأشخاص بجروح في في الهجوم على معسكر "القبعات الحمر" القريبين من الرئيس الذي اطاحه العام الماضي جنود من الوحدات الاخرى في الجيش المالي. وسبب هذا الهجوم الذي يجسد الانقسامات العميقة داخل الجيش المالي الذي هزم في 2012 على ايدي المجموعات الإسلامية المسلحة والمتمردين الطوارق، رفض "القبعات الحمر" مغادرة ثكنتهم في العاصمة للالتحاق بوحدات أخرى لمحاربة الإسلاميين في الشمال. ووقع في اليوم الذي كان يتوقع ان يصل فيه الى العاصمة اول المستشارين الاوروبيين المكلفين اعادة تنظيم الجيش المالي. وصرح يايا بواري وهو عنصر في القبعات الحمر موجود في الثكنة التي تعرضت للهجوم "منذ الساعة السادسة بالتوقيتين المحلي وغرينتش هاجم عسكريون مدججون بالسلاح الثكنة. في هذه الأثناء يطلقون النار على نسائنا وأطفالنا". وأضاف "هناك عدد من الجرحى في المعسكر". واكد سكان يقيمون قرب المعسكر أقواله. وفي مطلع الأسبوع اعلن الجنرال طاهر دمبلي رئيس الاركان للتلفزيون الوطني انه يريد ارسال القبعات الحمر لمحاربة المجموعات الإسلامية المسلحة التي احتلت شمال مالي في ،2012 الى جانب القوات الفرنسية. ورغم ان وحدة النخبة هذه لم يتم حلها رسميا، اعلن دمبلي انه قرر "اعادة دمج" عناصرها في صفوف الجيش. وأوضح انه اتصل بقائد القوة الفرنسية في مالي "لابلاغه" بالامر. واكد ان "شركاءنا ايدوا هذا الامر لانه لا جيش في غياب الانضباط. ويعتبرون حتى اننا تأخرنا لمعالجة هذا الوضع". وافاد مصدر عسكري انه اضافة عناصر القبعات الحمر ال417 المنتشرين خارج باماكو، لا يزال 800 منهم في العاصمة لكن تم مصادرة القسم الأكبر من عتادهم. وفي نهاية ابريل 2012 حاول جنود القبعات الحمر استعادة السلطة بعد الانقلاب الذي نفذه في 21 مارس رجال الكابتن امادو هايا سانوغو الذين ينتمون الى وحدة القبعات الخضر"، ضد الرئيس توماني توري. وكانت قد سمعت أصوات إطلاق النار من أسلحة أوتوماتيكية، الجمعة، من موقعين عسكريين أحدهما في العاصمة المالية باماكو، والآخر في كاتي، البلدة المجاورة التي تبعد حوالي 15 كيلومتر منها، وفق ما ذكرت مصادر متطابقة. وأكد عدة أشخاص داخل العاصمة المالية أن طلقات نارية سمعت بين السابعة والثامنة صباحا بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينيتش، تأتي من الموقعين المذكورين؛ دون إعطاء مزيد من التفاصيل. الموقع الأول هو معسكر ديكونوري للمظليين (حي عند المدخل الغربي للمدينة)، الذي يحتضن فرق كوماندو المظليين؛ استفاد 30 من أفراده، الأسبوع الماضي، من حرية مؤقتة بعد أن اعتقلوا في غبريل من العام المنصرم بتهمة محاولة القيام بانقلاب مضاد. وفي المعسكر الثاني الواقع في كاتي، تقيم قيادة الانقلابيين السابقين الذين أطاحوا بالرئيس السابق أمادو توماني توري.