دعا محمد العريشة، الروائي والشاعر الليبي، المثقف العربي إلى الانحياز إلى التغيير والديمقراطية والتركيز على ثقافة الاختلاف والتعدد وبناء قنوات تواصل مع الآخر، مشيرا إلى بدايات ظهور موجة أدب جديدة في ليبيا لمواكبة الأحداث. وتحدث العريشة، في لقاء مع ''الخبر''،عن تأثر الأدب والثقافة العربية بمدّ الثورات العربية. *حدثنا عن مشاركتكم في الدورة ال44 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، خاصة أن ليبيا ضيف شرف الدورة؟ - آمل أن تكون هناك صورة جميلة لليبيا وأن يكون لدينا موقف واضح، خاصة بوجود أسماء ليبية كثيرة ومهمة على الساحة العربية، كما أن المشهد الليبي العام لا يختلف كثيرا عن المشهد الثقافي. بالنسبة لليبيا كضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب، أرى أنها مناسبة جيدة للحوار مع الأطياف العربية الأخرى، ونتمنى أن نتمكن من إيصال الصورة الحقيقية للثقافة الليبية. *كثر الحديث، في الفترة الأخيرة، عن تأثر الأدب والثقافة العربية بالربيع العربي، ما رأيك؟ - أعتقد أنه ستكون هناك أجيال جديدة ولغة جديدة لتوثيق ما حدث في دول الربيع العربي، لتعطي فكرة ورؤية للتغيير الذي حدث، نحن نعرف بأن عملية التحول الديمقراطي في دول الربيع العربي لم تكتمل بعد. وفي هذه المرحلة نتمنى أن تنتج مجموعة قيم جديدة وأن تكون هناك ثقافة جديدة، بعيدة كل البعد عما كانت عليها فترة النظم الاستبدادية السابقة. ورجاؤنا، أيضا، أن يكون هناك، بالدرجة الأولى، احترام لحقوق الإنسان، وهذه من بين أهم القيم التي يجب أن نهتم بها. بالنسبة لليبيا، أرى أننا في بدايات بروز موجة أدبية جديدة لمواكبة الأحداث. وكما يعلم الجميع، فإن الثورة الليبية تختلف كثيرا عن الثورة التونسية والمصرية، وكان هناك حرب وأسيلت دماء كثيرة، ومع هذا هناك ملامح أدب جديد موجودة الآن في الأدب الليبي. *كيف ترى وضع المثقف العربي في خضم هذه المتغيرات؟ -أرى أن وضع المثقف العربي في كل مكان وفي كل زمان، يجب أن ينحاز للقضية والديمقراطية والتغيير. كنا ننتمي إلى القلّة الهائلة في ليبيا التي كانت تنادي بالتغيير، وها قد حدث التغيير، لذا لابد أن تكون الأولوية الآن للحرية واحترام حقوق الإنسان، وأن نركز على ثقافة الاختلاف والتعدد، وأن نختلف ونحترم هذا الاختلاف. نرجو بالنسبة لنا في ليبيا، أن يكون حضورنا العربي بوجه جديد وأن تكون لنا صورة مختلفة وثقافة تعددية وأن نحترم الآخر ونرفض الإقصاء، ونتمنى أيضا ألا تكون مثل هذه المفردات والمصطلحات في الفترة المقبلة وأن يتم استبدالها بمفردات جديدة وبثقافة جديدة، هي ثقافة الحوار، وهي النقطة المركزية والمفصلية التي تنقص الثقافة والمثقف العربي، لذا يجب علينا أن نهتم بثقافة الحوار والإنتاج ومخاطبة الآخر واحترامه وأن نبني قنوات تواصل معه. *وهل قرأت الأدب الجزائري؟ -بالتأكيد، لقد قرأت الأدب الجزائري كثيرا، أذكر على سبيل المثال ''نجمة'' لكاتب ياسين ومؤلفات مالك بن نبي والطاهر وطار وغيرها من الأسماء الجزائرية، كما أصبح للأدب الجزائري الناطق بالعربية مكان، لا نقول في بداياته، لكنه موجود في الساحة العربية بصورة جيدة ومحترمة.