بدأ الوزير الأول البريطاني ديفيد كامرون، أمس، زيارة إلى الجزائر تدوم يومين، تعد الأولى لمسؤول بريطاني من هذا المستوى منذ استقلال الجزائر. ويفترض أن يلتقي كامرون مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والوزير الأول عبد المالك سلال، وستناقش الزيارة التي جاءت بعد الاعتداء على موقع تيفنتورين مستقبل الشراكة البريطانية الجزائرية في مجال الطاقة، واستثمارات الشركة البريطانية ''بريتيش بتروليوم''. ويعتقد أن كامرون قدم للجزائر ل''التفاوض'' حول مستقبل الاستثمارات البريطانية في الجزائر، وتقديم ''عرض'' بمساعدة ''فنية'' للجزائر ''في جهود مكافحة الإرهاب''، ولم يكن واردا في ''أجندة'' المسؤول البريطاني أن يزور الجزائر، لكن الحادثة الإرهابية وتأثيرها المباشر على الاستثمارات البريطانية دفعه لطلب زيارة الجزائر، لكن كامرون قدم أيضا للجزائر ''باحثا'' عن أجوبة لما سمته حكومته ''معطيات غير كافية'' حول الهجوم على منشأة الغاز التي تمتلك فيها الشركة البريطانية أسهما كبيرة بالشراكة مع ''سوناطراك''، حيث يقع كامرون تحت ضغط الرأي العام المحلي وأسئلة البرلمان. وكادت حادثة تيفنتورين أن تتسبب في أزمة دبلوماسية حادة بين الجزائر وبريطانيا، وعبّرت الحكومة البريطانية عن ''أسفها'' على عدم إبلاغها بتدخل الجيش الجزائري لتحرير الرهائن في اليوم الموالي للهجوم، ولم تعجب تلك التصريحات التي صدرت عن كامرون الحكومة الجزائرية، وقال الوزير الأول عبد المالك سلال ''كيف نبلغهم ببداية الهجوم.. الأمر كان بين أيدي الجيش وتم وفقا لتطورات الموقف داخل المنشأة''، وقصده أن تأخر تدخل الجيش كان سيؤدي لتفجير المنشأة. وذكرت متحدثة باسم كامرون ، أمس، أن الوزير الأول سيناقش إقامة ''شراكة'' مع الجزائر في مجال ''مكافحة التهديد الإرهابي''، وقالت إنه ''ينبغي أن تركز المناقشات على تعزيز التعاون في مجال الأمن، ونرى كيف يمكننا العمل على تأسيس شراكة مع الجزائريين لتقديم رد حاسم وذكي على التهديد الإرهابي''، وأضافت ''لقد عبّرنا صراحة لحظة الحادثة (تيفنتورين) عن إحباطنا من عدم إبلاغنا بعملية الجيش، لكن الوزير الأول يرحب بهذه الزيارة التي من خلالها سيبحث كيفية تطوير الروابط مع الجزائر.. هذه الزيارة جزء من الجهود الرامية إلى التصدي لخطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''. وفي سياق متصل قال الرئيس المدير العام لتوتال الجزائر (شركة فرنسية) كريستوف دو مارجوري، في رسالة وجهها للرئيس بوتفليقة أمس: ''أهنئكم لسرعة تدخل القوات الجزائرية التي نجحت على الرغم من صعوبة العملية في التحكم في الوضع وتجنب الفوضى، كما إني أشاطركم حزنكم وآلام جميع الجزائريين أمام هذا العمل الشنيع''.