أثنى النقاد المشاركون في ندوة ''مستقبل السينما الجزائرية''، التي نظمها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي احتفاء بخمسينية الاستقلال، على الدور الذي لعبه آباء السينما الجزائرية في التعريف بالثورة التحريرية والوصول بها إلى العالمية، بحضور حشد كبير من النقاد والوجوه الإعلامية، على غرار الناقد السينمائي المصري سمير فريد، والإعلامية الجزائرية فاطمة بن حوحو. بدأت الفعاليات بعرض الفيلم التسجيلي ''سينمائيو الحرية'' إخراج سعيد مهداوي، حيث أكد السفير الجزائريبالقاهرة نذير العرباوي أن الاحتفالية تساهم بدور فعال في دعم العلاقات الثنائية بين الجزائر ومصر، مؤكدا أن السينما تقرب الشعوب، والعلاقة بين مصر والجزائر أكبر بكثير من أي شيء، والتعاون الثنائي بين البلدين يزداد يوما بعد يوم. وقال الناقد السينمائي المصري أحمد فايق، إن التجربة العملية تؤكد أن القطاع الخاص في السينما هو الذي لديه القدرة على الاستمرارية، وسعي المخرجين والمنتجين الشباب لعمل أفلام بالجهود الذاتية. وتوقع المتحدث أن تساهم القنوات التلفزيونية الخاصة الجزائرية مستقبلا في إنتاج الأفلام، مؤكدا على أن التطور الطبيعي للإعلام الخاص في الجزائر سيتجه نحو فتح قنوات سينمائية، ''خاصة أن السوق الجزائري كبير''. وعلى مستوى المضمون، تحدث الناقد عن الجرأة السياسية في طرح الكثير من الأفلام، مؤكدا أنه يمكن وضع ذلك ضمن السينما الجزائريةالجديدة مثل ''حابسين'' للمخرجة صوفيا جمعة، و''دار العجزة'' ليحي مزاحم، والحضور القوي للمرأة في أفلام ياسيمن شويخ ويانيس كوسيم وصبرينة دراوي، ''رغم أن المرأة لم تأخذ حقها في سينما الثورة. وهناك موجة من الشباب في السينما الجزائرية ممن تشكل وعيهم وعانوا من العشرية السوداء، صنعوا سينما جزائرية جديدة نستطيع أن نصنفها نقديا تحت عنوان: الواقعية الجديدة في السينما الجزائرية''. وأشار المتحدث إلى أن أفلام الشباب تتمتع باستقلالية أكثر في الإنتاج، وحرية سياسية في الطرح واهتمام أكبر بالمرأة وقضاياها، مردفا ''ساعدهم في ذلك التقدم التكنولوجي والتواصل مع العالم، وانطلقت كاميراتهم إلى الجزائر العميقة مثلما صوّرت ياسمين شويخ فيلم ''الجن'' في التاغيت، وإلياس سالم فيلم ''مسخرة'' في بسكرة''. من جهته، تحدث الإعلامي جمال الدين حازورلي عن تأثير آباء السينما الجزائرية في الثورة، الذين حملوا قضية التحرير إلى العالم ووصلوا بها للأمم المتحدة، وساهموا في فضح مجازر الاستعمار الفرنسي، ومساهمتهم في وصول السينما الجزائرية إلى العالمية، وحصد الجوائز في المهرجانات السينمائية الكبرى. كما أشار حازورلي إلى دور المرأة في السينما أمثال كلثوم وآسيا جبار ويمينة شويخ، اللائي وضعن بصمتهن في تأريخ حقبة مهمة في تاريخ السينما الجزائرية. وأكد أن السينما الفرنسية كانت في أول عهدها تسعى إلى تشويه الجزائري، وإظهاره بمظهر الدونية مقارنة بالأوروبي، وفي تطور لاحق أصبحت تتجه لتنوير الرأي العام العالمي وإبراز أن الوضع في الجزائر هادئ ومستقر، وأنه ليس هناك مقاومة من الجزائريين للتواجد الفرنسي. وأبرز المتحدث أن الإدارة الاستعمارية كانت تمارس الرقابة على المادة الإعلامية التي تدخل إلى الجزائر، ولا سيما الأفلام التي كانت تدخل من مصر ويتم حجزها.