دعت بسيمة الحقاوي٬ وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية٬ أمس الأربعاء بالدارالبيضاء٬ في كلمة بمناسبة تنظيم ندوة حول (المسؤولية الاجتماعية للمقاولات)٬ إلى التأسيس لثقافة جديدة مبنية على الحق في التنمية الشاملة والعادلة والمستدامة لكل شرائح المجتمع. وقالت الوزيرة إن الحركية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المغرب تتطلب التنسيق والتعاون بين كافة الفاعلين٬ من سلطات عمومية وقطاع خاص ونسيج جمعوي٬ بالإضافة إلى الجهات العاملة في مجال التعاون الدولي٬ وذلك من أجل التأسيس لهذه الثقافة٬ بما يضمن تحقيق السلم الاجتماعي الذي يعد المطلب المنشود من كل أوراش الإصلاح الكبرى التي باشرها المغرب خلال العشرية الأخيرة،حسب وكالة الأنباء المغربية. وأضافت الوزيرة٬ خلال هذه الندوة٬ المنظمة بتعاون بين الوزارة وسفارة كوريا الجنوبية بالرباط والاتحاد العام لمقاولات المغرب٬ أن الحكومة جعلت من بين اهتماماتها تحسين أوضاع الفئات التي تعيش أوضاعا صعبة في المجالات الاجتماعية٬ مشيرة٬ في هذا السياق٬ إلى أهمية الشراكة مع القطاع الخاص والفاعلين في مجال التعاون الدولي. وسجلت أن القطاع الخاص سعى فعلا٬ منذ أمد ليس بالقريب٬ إلى توسيع مجالات تدخله لتغطي٬ إلى جانب أنشطته الاقتصادية والإنتاجية٬ مجموعة من الأنشطة التي تستجيب لانشغالات وهموم المجتمع واحتياجاته٬ في انسجام تام مع ما هو متعارف عليه عالميا حول مفهوم التنمية المستدامة التي تشمل البعد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. وفي سياق متصل٬ أبرزت الوزيرة أن الجهات المنظمة لهذا اللقاء سعت إلى المساهمة٬ ولو جزئيا٬ في تحقيق عدة أهداف منها ترسيخ الوعي بدور المسؤولية الاجتماعية والمواطنة للمقاولات في النهوض بأوضاع الفئات الاجتماعية الهشة٬ وإتاحة الفرصة لتبادل التجارب بين الجانبين المغربي والكوري في هذا المجال. كما سعت هذه الجهات٬ تضيف الحقاوي٬ إلى فتح السبل لتعزيز التعاون بين المقاولات المغربية والكورية العاملة في هذا المجال٬ وتمكين المقاولات الكورية الموجودة بالمغرب من بلورة مشاريع وأنشطة اجتماعية مع الفاعلين المحليين المغاربة٬ خاصة جمعيات المجتمع المدني. وأشارت إلى أن هذه الأهداف تنسجم تماما مع الأهمية التي تكتسيها المسؤولية الاجتماعية للمقاولات٬ والتي أصبحت كبريات الشركات العالمية تهتم بها٬ فضلا عن تدريسها في أعرق الجامعات والمعاهد. وفي الختام٬ اقترحت الوزيرة تنظيم يوم دراسي موسع مع كافة الفاعلين المهتمين بمجالات التنمية الاجتماعية والبشرية٬ حول الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في دعم البرامج الموجهة لمحاربة الفقر والهشاشة والنهوض بحقوق الإنسان. من جهته٬ أشاد طايهو لي سفير جمهورية كوريا الجنوبية بالرباط٬ بالأهمية التي يوليها المغرب للجانب المتعلق بالمسؤولية الاجتماعية للمقاولات٬ باعتباره عاملا أساسيا في التنمية الاقتصادية والبشرية المستدامة. وقال إن هذه الندوة تساهم في عملية التحسيس وتشجيع المقاولات الخاصة بكل من المغرب وكوريا على اعتماد مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمقاولات. وأضاف أن النقاشات خلال هذه الندوة٬ يمكنها المساهمة في تحديد الفرص التي يتعين اغتنامها٬ والتحديات التي يجب مواجهتها٬ وذلك بغرض إعطاء مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمقاولات٬ المكانة التي يستحقها. وفي السياق ذاته٬ قال صلاح الدين القدميري٬ نائب رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب٬ إن مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمقاولات يشكل رافعة جيدة للرفع من الجودة وتحسين إنتاجية المقاولات٬ خاصة عبر التحكم في المخاطر الاجتماعية والبيئية. وبعد أن أكد على أهمية اعتماد مفهوم المسؤولية الاجتماعية من لدن المقاولات٬ قال إن هذا المفهوم يشكل كذلك عاملا أساسيا لتشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة٬ فضلا عن المساهمة الناجعة في التنمية البشرية ومحاربة الهشاشة والفقر٬ مشيرا إلى أن هذه المقاربة يمكنها المساهمة في تقوية العلاقات التجارية بين المغرب وكوريا الجنوبية. للإشارة٬ فإن هذه الندوة المنظمة بمناسبة تخليد الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وكوريا٬ تندرج بشكل خاص في إطار السياسة المعتمدة من قبل سفارة كوريا الجنوبية٬ الرامية إلى النهوض بالبرامج المرتبطة بالمسؤولية الاجتماعية للمقاولات٬ في أوساط المقاولات الكورية الموجودة بالمغرب. وشارك في هذه الندوة خبراء من المغرب وكوريا ومسؤولون وفاعلون اقتصاديون وممثلو جمعيات وهيئات. *تعليق الصورة: بسيمة الحقاوي٬ وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية.