ذكرت مصادر صحافية إسبانية أن الاتصالات جارية بين المسؤولين المغاربة والسلطات الإسبانية على مستوى وزارتي الداخلية والخارجية، لتجاوز الأزمة التي أحدثتها تصريحات وزير الداخلية الإسباني خورخي دياث خلال الزيارة التي قام بها أخيرا لمليلية لوضع أكاليل من الزهور على قبور الجنود الإسبان الذين قضوا في معركة أنوال الشهيرة. وكان وزير الداخلية الإسباني أعلن أنه سيتم إرسال وحدات من قوات الحرس المدني إلى الجزر الجعفرية التي تحتلها إسبانيا في عرض الشواطئ المغربية على مسافة 50 كلم من مدينة مليلية، وحيث لا تبعد الجزر إلا أمتار عن التراب المغربي. وعللت السلطات الإسبانية الإجراء بكونه يهدف إلى مراقبة تحركات المهاجرين الأفارقة السريين الذين يتخذون البحر وسيلة للوصول إلى مليلية. لكن الحكومة المغربية رأت في زيارة وزير الداخلية الإسباني، استفزازا للشعور الوطني خاصة وأنه تقصد تمجيد الجنود الذين ماتوا مدافعين عن احتلال أرض أجنبية ما جعل وزير الخارجية يستدعي السفير الإسباني في الرباط، لاستطلاع حقيقة الأمر وإبلاغه احتجاج بلاده. ومن المفارقات أن يتزامن تمجيد البطولات الاستعمارية مع ذكرى أحداث جزيرة ليلى"بيريخيل" التي نزلت بها قبل عشر سنوات وحدات من الدرك الملكي المغربي، اقل من عشرة أنفار، لمراقبة الهجرة السرية وتجار المخدرات في المنطقة البحرية القريبة من مدينة سبتةالمحتلة. فما كان من الحكومة الإسبانية إلا أن أعلنت الحرب على المغرب، بحرا وجوا، واحتلت الجزيرة حيث أنزلت فرق"كوماندو" مزودة بالأسلحة الثقيلة والمعدات المتطورة وأخرجت عناصر الدرك من الجزيرة الصخرية المهجورة ، بكيفية مذلة وهم عزل من أي سلاح سوى مسدساتهم. ويأتي هذا التطور المفاجيء في ظل تصريحات إسبانية أثنت مرارا على تعاون المغرب بخصوص مكافحة الهجرة السرية لدرجة أن جنديا مغربيا مات أثناء اشتباك مع المهاجرين السريين على أبواب مليلية، لمنعهم من دخول المدينة المغربية المحتلة. إلى ذلك يستعد المغرب وإسبانيا لعقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة في شهر سبتمبر المقبل دون تحديد موعد مضبوط، بموازاة ندوة بين البرلمانيين من المؤسستين التشريعيتين في كل من الرباطومدريد. وبرأي ملاحظين، فقد تلقي التطورات الأخيرة التي طفحت فوق سطح العلاقات الثنائية بظلال من الشك على اللقاء المنتظر في مدريد على مستوى رئيسي حكومة البلدين عبد الإله بنكيران وماريانو راخوي. *تعليق الصورة: وزير الداخلية الإسباني يضع إكليلا من الزهور تمجيدا للجنود الذين سقطوا في معركة أنوال