زار وزير الداخلية الاسباني خورخي فيرنانديث دياث، موقع حرب أنوال في جبال الريف بالقرب من الحسيمة بصفة شبه سرية، ولدى عودته إلى مدينة مليلية المحتلة قام بوضع اكليل من الزهور بمدفن ضحايا "كارثة أنوال"، كما تصف الصحف الاسبانية حرب أنوال، تكريما لمن تصفهم ذات الصحافة ب "أبطال" تلك الحرب التي انهزم فيها الاسبان أمام ثوار عبد الكريم الخطابي. وحسب مصادر اسبانية متطابقة فقد دخل المسؤول الاسباني إلى الأراضي المغربية عبر معبر "بني أنصار" الذي يفصل بين المدينةالمحتلة وباقي التراب المغربي. ووصفت نفس المصادر الزيارة بأنها ذات طابع شخصي. وعلم موقع "لكم. كوم"، أن المسؤول الاسباني توجه إلى الموقع الذي دارت فيه حرب أنوال في بداية عشرينيات القرن الماضي، ووقف بنفس المكان الذي قتل فيه نحو 25 ألف عسكري مستعمر من الإسبان في واحدة من أشهر المعارك التاريخية التي انتصر فيها المقاومون على جيش محتل. وفي تعليق على زيارة المسؤول الاسباني قال عبد السلام بوطيب، رئيس "مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل"، إن "مجئ وزير داخلية اسبانيا رفقة كبار المسؤولين من المدينةالمحتلة ومن سفارة بلاده في الرباط ومن قنصليتها في الناظور، هي استمرار لسياسة الاستفزاز التي تنهجها الحكومة اليمينية في مدريد والتي بدأت بتكريم مجرمي حرب الريف". وأضاف بوطيب في تصريح لموقع "لكم. كوم" قائلا: "الخطوة الأخيرة للمسؤول الاسباني تحمل في طياتها أكثر من استفزاز، فهو دخل إلى المغرب قادم إليه من أرض مغربية محتلة، والاستفزاز الثاني يتمثل في قيامه بتلويث موقع حرب أنوال المجيدة التي طرد منها أجداده المستعمرون، والاستفزاز الثالث يتمثل في حرصه على تكريم مجرمي تلك الحرب بمدفنهم الرمزي بمدينة مليلية المحتلة مباشرة بعد عودته من موقعة أنوال المجيدة". واستغرب بوطيب صمت الحكومة المغربية عندما قال: "الملفت للنظر ان الحكومة المغربية لم تصدر اي بلاغ حول قرار تكريم مجرمي الحرب من قبل حكومة مدريد، وتكتمت على الزيارة الاستفزازية لوزير الداخلية الاسباني لموقع الملحمة التي انتصر فيها الأبطال المغاربة الحقيقيون على مجرمي الحرب الاسبان". ولم يتسن لموقع "لكم. كوم" معرفة رأي الحكومة المغربية التي لم يصدر عنها حتى الآن أي موقف رسمي من هذه الزيارة التي ستثير الكثير من الجدل في الصحافة المغربية. وكان الوزير الاسباني قد زار مدينة مليلية المحتلة وتفقد معبر "بني نصار" يوم الاثنين 9 يوليوز للتوقف على مدى سيولة المرور بالمعبر الذي يعرف تدفقا كبيرا للمهاجرين المغاربة في عودتهم من القارة الأوروبية عبر ميناء المدينةالمحتلة بعد الغاء خطين كانا يربطان الميريا بالناظور مما ادى لتضاعف عدد المقبلين على الخطوط البحرية لمليلية مقارنة بالسنوات الماضية. يذكر أن الحكومة الإسبانية اليمينية سبق لها أن أقدمت يوم فاتح يونيو الماضي، على منح أعلى وسام عسكري "سان فيرناندو" لفيلق ألكانترا للخيالة 14 بسبب دورهم الرئيسي في حرب أنوال التي تعتبر من أكبر فصول الحروب الاستعمارية الإسبانية في شمال المغرب، وهو ما فسر بأنه تمجيد للروح الاستعمارية. ولعب فيلق الكنترا الذي كان يرأسه الكولونيل فيرناندو بيريمو دي ريفييرا، دورا رئيسيا في الحرب خلال ملحمة أنوال عندما دافع عن مليلية المحتلة في مواجهة تقدم ثوار عبد الكريم الخطابي. --- تعليق الصورة: المسؤول الاسباني يضع إكليل الزهور على ضريح ضحايا حرب الريف الاسبان بمدينة مليلية المحتلة