في خطوة تدل على نوع من انسداد في أفق التفكير السياسي وفقدان التمييز، قام "عابدين بوشراية" مندوب جبهة البوليساريو، الداعية لانفصال الصحراء عن المغرب بإقليم الأندلس، بزيارة إلى مدينة سبتة المغربية المحتلة. لدعم ما أسماه التعاون في المجال التعليمي القائم بين الجبهة وكلية التربية بالمدينةالمحتلة التي أرسلت في وقت سابق بعضا من طلابها لمخيمات"تندوف" لتقديم المساعدة إلى التلاميذ حيث أمضوا هناك شهرا كاملا وهي أطول مدة فنالوا بذلك قصب السبق في هذا المجال. وربما تكون هذه المرة الأولى التي تتجرأ فيها جبهة البوليساريو على الحضور العلني، في جزء من التراب المغربي تحتله إسبانيا، ما يعني بنظر ملاحظين، استفزازا وحالة فقدان البوصلة، خاصة وأن الزيارة الأكاديمية، تتزامن مع جدل دبلوماسي قائم بين المغرب وإسبانيا بخصوص وضع المدينتين سبتة ومليلية. وفي هذا السياق أشارت الصحف المحلية الصادرة بسبتة اليوم، إلى المحاضرة التي ألقاها مندوب البوليساريو في المؤسسة الجامعية، تاركا الحديث عن قضايا التربية والتعليم، لينخرط في تكرار نفس الأسطوانة الكلامية التي ترددها الجبهة الانفصالية عن المغرب واحتلاله الصحراء، مع ملاحظة أن خطاب مندوب البوليساريو تميز بنبرة حادة اقرب إلى العدوانية حيال المغرب، دون أن ينبس ببنت شفة عن الوضع الاستعماري في المدينة التي زارها، ما يعد تأييدا لاستعمار سبتة. لكن المثير حقا في كلام "بوشراية" احتجاجه على الإسبان، كونهم لم يفتحوا أي فرع لمعهد"ثرفانتس" في "تندوف" ولامهم لأنهم يهتمون بتلقين الإسبانية للمغاربة وفتحوا عدة مراكز بمدن البلاد لتلك الغاية، علما أن المغرب حسب زعم مسؤول البوليساريو، لا يشجع اللغة الإسبانية ولا يختارها التلاميذ في التعليم الثانوي إلا بنسبة 10 في المائة، بينما هي اللغة الأولى في مخيمات "تندوف"حيث يفتخر مندوب البوليساريو، بأن جبهته تبذل جهودا من أجل استمرار حضور اللغة الإسبانية في محيط فرانكفوني.