أثنت السلطات الإسبانية اليوم، على لسان مندوب الحكومة في سبتةالمحتلة، على تعاون نظيرتها المغربية بخصوص محاربة الهجرة السرية. واعترف فرانثيسكو أنطونيو غونثالث، أمام الصحافة المحلية أن الجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب وخاصة قوات الدرك الملكي في هذا المجال، ساهمت في تراجع معدل محاولات التسلل إلى سبتة بمختلف الوسائل. وقدر المسؤول الإسباني عدد الذين تم صدهم من المهاجرين الأفارقة بحوالي ألف ما ساهم في تخفيف الضغط على مركز الإيواء المؤقت في مدينة سبتة حيث ينتظر المهاجرون السريون البت في مصيرهم، إذ وصل عددهم في نفس الفترة من السنة الماضية 542 مهاجرا بين العدد حاليا لا يتجاوز 421. وتأتي التصريحات الجديدة لتؤكد الهدوء الذي يميز العلاقات بين مدريدوالرباط في الظرف الراهن والذي يتجلى في عدة مظاهر سياسية بينها الموقف المتفهم الذي أعربت عنه مدريد صراحة على لسان وزير خارجيتها على خلفية الخلاف القائم بين الرباط والأمم المتحدة بشأن استمرار مبعوث الأمين العام، كريستوفر روس، في أداء مهمته بالصحراء، بعد التحفظات التي أبدتها الرباط بخصوص حياده. وفي نفس سياق التفاهم، يستعد البلدان لعقد اجتماع اللجنة المشتركة العليا في سبتمبر المقبل في أجواء سياسية جديدة تتميز بوجود إسلامي معتدل على رأس الحكومة المغربية، ووجود نظير له في مدريد من الحزب الشعبي الذي حدثت معه السنوات الأخيرة احتكاكات سياسية نجح البلدان في تجاوزهما اعتبارا للمصلحة المشتركة. وكان رئيس مجلس المستشارين المغربي محمد الشيخ بيد الله، أدلى بتصريحات يوم الجمعة الماضي في مدريد من بين ما جاء فيها أن بلاده لا تنوي طرح ملف سبتة ومليلية المحتلتين في الظرف الراهن متمنيا أن تسمح التطورات في المستقبل بتشكيل ما أسماه بيد الله لجنة للحكماء تتولى التفكير في الخلاف التاريخي بين البلدين، بينما أعرب رئيس الدبلوماسية المغربية سعد الدين العثماني، عن موقف قريب بعبارات دبلوماسية مغايرة. يذكر أن، الشيخ بيد الله، وهو من أصل صحراوي، ومتخرج من كلية الطب بإسبانيا، زار مدريد للتهيئ لندوة البرلمانيين من البلدين، ينتظر أن تعقد بالرباط، في شهر سبتمبر المقبل، قبيل اجتماعات اللجنة العليا، برئاسة رئيسي حكومتي البلدين اللذين التقيا في مناسبة سابقة. ومن المفترض، كما جرت العادة، أن ترسم اللجنة خارطة لمستقبل التعاون بين الجارين في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية، في ظل أوضاع الأزمة المالية الشديدة التي تمر بها إسبانيا وكذا دول أوروبا من جهة، فضلا عن المستجدات التي تعرفها الساحة المغاربية. *تعليق الصورة: فرانثيسكو أنطونيو غونثالث، مندوب الحكومة الاسبانية في سبتة المحتلة