خالف رئيس مجلس المستشارين المغربي، محمد الشيخ بيد الله، الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية سعد الدين العثماني بخصوص المطالبة باستعادة سبتة ومليلية المحتلتين، خلال مباحثات العثماني مع نظيره الإسباني، غارثيا مارغايو، الذي زار المغرب الأسبوع الماضي في إطار الترتيب لاجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين التي تأخرت كثيرا عن موعدها المنتظم . وبينما أكد العثماني أن موقف الرباط لم يتغير بخصوص المدينتين السليبتين ما قصد به استمرار المطالبة، فإن محمد الشيخ بيد الله، طمأن يوم الجمعة، الجانب الإسباني في مدريد التي زارها، أن بلاده لا تنوي في الوقت الراهن إثارة الملف، مفضلا انتظار الظرف المناسب لإجراء حوار ذكي، بتعبير بيد الله، بين البلدين دون تحديد المدة الزمنية، مؤكدا على أمرين هامين أولهما الرغبة في إجراء المفاوضات وثانيهما عدم فرض أجندة زمنية على الجار الإسباني، مؤملا أن يأتي يوم يتم فيه إحداث لجنة للحكماء تتولى بحث الموضوع . وعلى صعيد آخر، ذكرت وكالة أوروبا بريس أن "بيد الله" أثار مع أعضاء البرلمان الإسباني، نزاع الصحراء حيث رفض اتهامات اليسار الموحد الإسباني بخصوص مزاعم عن خرق حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية للمملكة،موضحا في ذات الصدد أن "المغرب ليس بلد ملائكة ولا شياطين "مضيفا توجد مشاكل تقع يوميا، في إشارة إلى أنه قد تحصل تجاوزات غير مقصودة ومحدودة من جانب السلطات العمومية دون أن تشكل خرقا منهجيا وتعديا على حقوق الإنسان في الصحراء. وعارض، بيد الله، توسيع صلاحيات بعثة "المينورسو" لتشمل مراقبة احترام حقوق الإنسان، مستغربا ومتسائلا :لماذا يتم التركيز فقط على المناطق الصحراوية الخاضعة للسيادة المغربية، بينما يتم السكوت عن معاناة الصحراويين في مخيمات "تندوف" الخاضعة لسلطة جبهة البوليساريو. وفي هذا السياق، أرجع بيد الله سبب اعتراض المغرب على مبعوث الأمين العام إلى الصحراء "كريستوفر روس" كون هذا الأخير، حاول دائما الضغط على المغرب للحصول على تنازلات. واعترف بيد الله، بوجود 22 صحراويا من أنصار البوليساريو في السجن المدني بسلا لأنهم مورطون في قتل 11 عنصرا من الأمن المغربي أثناء أحداث مخيم "كديم إيزيك" في شهر نوفمبر 2010.وسيمثلون أمام العدالة لتقول كلمتها في الملف. يذكر أن "بيد الله" بحث مع البرلمانيين الإسبان، تنظيم ندوة برلمانية في المغرب في شهر سبتمبر المقبل قبيل اجتماع اللجنة العليا المشتركة. *تعليق الصورة: محمد الشيخ بيد الله