الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار خرج رئيس الأمين العام لمنظمة العفو الدولية "سليل شطي" عن المقاربة المحايدة التي اعتادت نهجها "أمنستي" بخصوص مسألة حقوق الإنسان التي تعمل من أجل احترامها عن طريق الاتصال المباشر بسلطات الدول التي تعتقد المنظمة أنها تخرقها. وطبقا لما نشرته جريدة "الإيكونوميستا" الإسبانية في موقعها الالكتروني، اليوم الخميس، فإن "شطي" طلب من مسئولين في الحكومة الإسبانية التقاهم خلال زيارته الأخيرة لمدريد، أن يمارسوا ضغطا على المغرب من أجل أن يلتزم باحترام حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا، متمنيا أن لا يتم التراجع عن المكتسبات المحققة كما حدث في بلدان أخرى لم يذكرها بالاسم أمين عام "أمنستي". ولم يكتف "شطي" بتوجيه نصائح وإنما طلب من الحكومة الإسبانية أن تعمل في اتجاه الضغط لكي تضاف إلى بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء "مينورسو" مهمة مراقبة مدى احترام حقوق الإنسان في الأقاليم الصحراوية، دون إشارة ولو بالتلميح إلى وضع حقوق الإنسان في مخيمات "تندوف" الواقعة في الأراضي الجزائرية والخاضعة لإشراف وإدارة جبهة البوليساريو، حيث يوجد لاجئون أو محتجزون صحراويون كما يقول المغرب. واعترف "شطي" بأن المغرب أحرز تقدما في مجال إقرار حقوق الإنسان، لكنه برأيه ما زال بعيدا عن تطبيق المعايير المتعارف عليها دوليا ما جعله يطلب من حكومة "مدريد" أن تواصل الحوار مع الرباط في هذا الخصوص على اعتبار أنه البلد الأول الذي زاره ماريانو راخوي، رئيس الوزراء الإسباني أياما قليلة بعد تنصيبه. وانتقد مسؤول "أمنستي" حكومات أوروبية لم يسمها ارتبطت بعلاقات مع أنظمة ديكتاتورية في الماضي وصمت أذانها عن خرق حقوق الإنسان، مضيفا أن المسئولين الذين اجتمع بهم في مدريد وضمنهم وزير الخارجية "مانويل مارغايو" أكدوا له أنهم سيعملون في الاتجاه الذي طلبه بأن يضغطوا لكي تتمكن "مينورسو" من مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء. يذكر أن المغرب، عارض هذا المسعى الذي تطالب به جبهة البوليساريو، التي لجأت إلى إشغال أحداث عنف في السنوات الأخيرة بالمدن الصحرواية المشمولة بالسيادة المغربية، وذلك بغية لفت أنظار المجتمع الدولي وإظهار المغرب بالمنتهك لحقوق الإنسان، بينما تكون قوات الأمن في حالة أحداث شغب في وضع الدفاع عن النفس ولذلك تكثر الخسائر في صفوفها. تجدر الإشارة إلى أن المغرب يطالب الأممالمتحدة بإحصاء اللاجئين الصحراويين في مخيمات "تندوف" لمعرفة عددهم بالضبط، إذ يعتقد أن جبهة البوليساريو، ترفع أعدادهم إلى أرقام غير دقيقة قصد الإيحاء بأنهم يشكلون "شعبا صحراويا" يطمح إلى الاستقلال وتقرير المصير.