الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار ذكر مصدر بوزارة الخارجية الإسبانية، أن الوزيرة، ترينيداد خيمينيث، ستجتمع الجمعة المقبل، بمقر الوزارة بالعاصمة مدريد، بمبعوث الأمين العام ألأممي إلى الصحراء السفير كريستوفر روس. وأوضح المصر استنادا إلى قصاصة بثتها يوم الأحد وكالة "إيفي" الرسمية، أن اللقاء يندرج ضمن سلسة المشاورات التي سيجريها الوسيط " كريستوفر" في غضون الأيام المقبلة مع الأطراف المعنية بنزاع الصحراء، حيث من المفترض أن يزور بعد مدريدالرباطوالجزائر ونواكشوط ومخيمات تندوف، كما جرت العادة في أغلب الجولات التي قام بها الدبلوماسي الأميركي نفسه منذ تعيينه في يناير 2009 وكذلك الذين سبقوه في مهمة التوفيق بين أطراف النزاع وخاصة المغرب وجبهة البوليساريو. ومن المقرر أن يستعرض روس وخيمينيث، النتائج التي توصف بالضعيفة التي أحرزها المبعوث الأممي منذ مباشرة مهامه وذلك لبحث سبل تفعيلها على ضوء الاتصالات التي تجريها إسبانيا مع مجموعة الدول "أصدقاء الصحراء" وهي الولاياتالمتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسياوإسبانيا. ويأتي اجتماع "روس "برئيسة الدبلوماسية الإسبانية في أعقاب الزيارة التي قامت بها هذه الأخيرة للمغرب يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، حيث أجرت سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين المغاربة ضمنهم رئيس الحكومة عباس الفاسي ونظيرها الطيب الفاسي الفهري كما اجتمعت الوزيرة بالسفير السابق في مدريد عمر عزيمان الذي اشرف على أشغال اللجنة الملكية التي أوكل إليها العاهل المغربي صياغة مشروع الجهوية الموسعة التي يفترض أن تشمل كل الجهات المغربية بما فيها الصحراوية. وصرحت خيمنيث،في ختام محادثاتها معن عزيمان، بأن حل نزاع الصحراء موكول للأمم المتحدة ويجب، من وجهة نظرها، أن يتم تحت إشرافها، وهو أمر لا يعارضه المغرب من الناحية المبدئية. وفي هذا السياق، يعتقد مراقبون أن الرغبة في تحريك ملف الصحراء، هو أحد الأسباب التي حملت وزيرة الخارجية الإسبانية على القيام بزيارتها المؤجلة للرباط، قبل انتهاء ولاية الحكومة الاشتراكية الحالية، ولا يستبعد أن تكون قد عرضت على الجانب المغربي بعض المقترحات لتسريع وتيرة التفاوض بين طرفي النزاع الرئيسيين المغرب والبوليساريو، خاصة وأن الرباط لم تبد حماسا لعقد جولة تاسعة من المفاوضات كان مقررا أن تلتئم في البرتغال وذلك لانشغال المغرب بالإعداد للانتخابات التشريعية المقررة يوم 25 من الشهر المقبل. يذكر أن "روس " ألقى الأسبوع الماضي عرضا أمام مجلس الأمن، تضمن النتائج المحرزة منذ انطلاق مسلسل المفاوضات المباشرة بين الطرفين، حيث وصل عدد الجولات إلى ثمانية آخرها عقدت بنيويورك في يوليو الماضي. وسجل روس في عرضه أن المواقف السياسية جد متباعدة بين الجانبين، لكن في المقابل استعرض أعضاء مجلس الأمن التقدم النسبي الذي أحرز بخصوص الزيارات العائلية المتبادلة بين الصحراء الخاضعة للسيادة المغربية ومخيمات اللاجئين ي "تندوف". ولم يفت مجلس الأمن أن يشير إلى التطور الملموس بشأن احترام حقوق الإنسان في المغرب من خلال تطوير المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي أصبح مؤسسة دستورية ذات صلاحيات واسعة في مجال تدبير ملف حقوق الإنسان، ما يعني استفادة المحافظات الصحراوية من هذا التطور. وكان لافتا أن بعض أعضاء مجلس الأمن، أثاروا الوضع الأمني في مخيمات تندوف (غرب الجزائر) على ضوء اختطاف رهائن غربيين (إسبانيان وإيطالية) يقال إنهم يعملون في ميدان الإغاثة الإنسانية، وهي عملية الاختطاف التي أثيرت حولها كثير من الشكوك حيث تحدثت تقارير عن وجود تواطؤ بين تنظيم القاعدة وعناصر من البوليساريو، في المخيمات كما ذهبت تكهنات أخرى إلى القول إن العملية "مفبركة" من أساسها من طرف المخابرات الجزائرية وجبهة البوليساريو، لكن العملية طبقا لتلك الروايات، أعطت نتائج معاكسة. وفي هذا الصدد طالبت وزيرة الخارجية الإسبانية بإيفاد لجنة من الأممالمتحدة، للتأكد من الظروف الأمنية في تندوف، لضمان الحماية للعاملين في مجال المساعدة الإنسانية. وهو طلب رفضته "البوليساريو" على اعتبار أنه تشكيك في قدراتها الدفاعية والأمنية. ولم تجد جبهة البوليساريو ما تبرر به موقف الإحراج الكبير الذي أحست به على خلفية اختراق تحصيناتها الأمنية ومنظومتها الدفاعية التي أقامتها في "تندوف" سوى القول على لسان ممثلها في مدريد، بأن الدول كيفما كانت درجة حمايتها الأمنية معرضة للاختراق، مستشهدا بالمغرب نفسه. يشار إلى أن المغرب لم يعلن عن موعد زيارة روس، خاصة وأن عيد الأضحى على الأبواب، حيث تتوقف في البلاد الأنشطة السياسية.