أكد رئيس مجلس الإدارة الجماعية للوكالة المغربية للطاقة الشمسية مصطفى الباكوري أن مشروع محطة الطاقة الشمسية الحرارية بورزازات ستكون له انعكاسات إيجابية على المغرب والمنطقة ٬ خاصة في ما يتعلق بفرص الشغل. وأوضح الباكوري ٬ في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء،أجرته معه سمية العرقوبي، بمناسبة وصول الطائرة التجريبية الشمسية السويسرية (سولار إمبولس) إلى المغرب٬ ليلة الثلاثاء - الأربعاء٬ أنه إلى جانب فرص الشغل غير المباشرة ٬ سيتم خلق المئات من فرص الشغل المباشرة عند بناء المنشأة ٬ والعشرات في مرحلة الاستغلال والعشرات أيضا عند تدبير الموقع. وقال إنه "لدى إنجاز هذه المحطة الأولى التي سيتم تشغيلها متم سنة 2014 ٬ حاولنا تحديد أوجه القصور في القرى المحيطة بها"٬ موضحا أنه سيتم بذل جهود لفك العزلة عن هذه القرى٬ من خلال تحسين إمكانية الوصول إليها عبر الطرق وتسهيل استفادتها من الكهربة والماء الصالح للشرب. وأبرز أن "الوكالة تعمل مع المنظمات غير الحكومية المحلية لاتخاذ إجراءات أخرى تمكن من تحسين مستوى عيش السكان٬ ونتوفر على كافة الفرص لتحقيق أقصى قدر من الآثار الإيجابية لهذا المشروع." وأكد أن مشروع المحطة ٬ التي ستنطلق أشغال إنشائها قريبا جدا ٬ يجري في ظروف مثيرة للاهتمام (...) ومن شأن ذلك تحفيزنا على مواصلة المضي قدما والاستمرار في العمل خلال المراحل المقبلة بالهدوء والثقة اللازمين لتحقيق كل أهداف برنامج الطاقة الشمسية. وذكر المسؤول المغربي بأن الأمر يتعلق بأهداف إنتاج الطاقة الشمسية٬ وتحقيق فرع اقتصادي حقيقي ببعد صناعي وآخر للبحث والتطوير٬ وأيضا ببعد تعزيز الاندماج الإقليمي في مجال الطاقة٬ لأننا نعتزم (...) تصدير هذه الطاقة نحو أوروبا وتحقيق اندماج حقيقي للأسواق الإقليمية. وأضاف أن دور هذه المحطة ٬ التي تمتد على 460 هكتارا ٬ يتمثل في الاشتغال على إشكاليات ملموسة سنصادفها في إطار هذا المشروع وفي المشاريع المستقبلية٬ بما في ذلك تخزين الطاقة٬ وإدماج الطاقة المنتجة في الشبكة الكهربائية٬ وأمد حياة الأجهزة في خضم تطور المشروع٬ وإشكاليات استغلال المحطات. وأوضح أن هذا المشروع الأول سيتم في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص بين الوكالة المغربية للطاقة الشمسية والفاعل الخاص الذي سيتم تكليفه في غضون أيام قليلة٬ وستناط به مهمة وضع تصور وتنفيذ وتشغيل المحطة لمدة 25 عاما٬ من خلال إنشاء شركة للمشروع يوجد مقرها في المغرب وستساهم الوكالة المغربية في رأسمالها بنسبة 25 في المائة. وبحسب رئيس مجلس الإدارة الجماعية للوكالة المغربية للطاقة الشمسية ٬ فإن تمويل هذا المشروع الأول على وشك الانتهاء٬ مبرزا أن الأمر يتعلق بتمويلات بشروط جد تفضيلية بالنسبة للمغرب. وبخصوص مشاريع محطات عين بني مطهر وفم الواد وبوجدور وسبخت الطاح ٬ أوضح السيد الباكوري أنها مرتبطة بنجاح مشروع محطة ورزازات وبالتطبيق الجيد في البحث والتطوير٬ مؤكدا أن العمل يتم بشكل متزامن وأنه بذلت جهود لتأهيل مواقع هذه المشاريع. وأوضح في هذا الصدد ٬ أن عملية التأهيل شملت تحديد أو قياس المعطيات الشمسية والجوية بأقصى قدر من الموثوقية ٬ وتحديد الموارد المائية التي يمكن أن يتوفر عليها الموقع والتي تعتبر ضرورية للمشروع٬ ودراسة مدى توفر البنية التحتية من الطرق والكهرباء وغيرها والتي تعتبر ضرورية وحل القضايا المرتبطة بالعقار. وأضاف أنه عندما تنتهي عملية تأهيل الموقع ٬ يمكننا أن ننتقل إلى المرحلة الموالية التي تتمثل في دراسة أفضل المواصفات التقنية لإنشاء المشروع قبل الشروع فيه. وبخصوص أول رحلة عابرة للقارات تقوم بها الطائرة الشمسية (سولار امبولس) إلى المغرب٬ اعتبر الباكوري أن هذا الحدث يعد مناسبة لإبراز تطور قطاع الطاقة الشمسية والتذكير بالتزام المغرب في هذا المجال٬ معتبرا أن هذا الحدث "يعد نقطة التقاء لمسارين ورؤيتين٬ وسيمكننا من الخروج بخلاصات متشابهة ومتكاملة: مع وجود الإرادة والالتزام٬ يمكننا تجاوز بعض الإكراهات واستشراف آفاق جد إيجابية مستقبلا".