قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي ٬ سعد الدين العثماني إن الدستور٬ الذي صادق عليه الشعب المغربي في الأول من يوليوز من السنة الماضية ٬ يعد أول وثيقة دستورية على مستوى المنطقة المغاربية٬ تجعل بكل وضوح من بناء الاتحاد المغاربي "خيارا استراتيجيا" بالنسبة للمغرب٬ وتؤكد التزام المملكة بالعمل تحقيق هذا المشروع . وأوضح العثماني٬ في كلمة أمام المشاركين في ندوة عقدت اليوم الجمعة٬ بمقر رئاسة الجمهورية التونسية ٬ حول موضوع "الحريات الخمس في المغرب العربي رؤية اندماجية"٬أنه انطلاقا من هذه الرؤية الواضحة للمغرب٬ فإن الدبلوماسية المغربية تضع ضمن أولياتها على مستوى السياسة الخارجية للمملكة "العمل على تحقيق البناء المغاربي". وقال إن التحولات التي شهدتها المنطقة المغاربية خلال السنة الماضية حملت "نفسا جديدا من أجل تحقيق الحم المغاربي الذي طالما راود الرواد الأوائل الذين كافحوا من أجل الاستقلال"، وفق وكالة الأنباء المغربية. وأعرب الوزير خلال هذه الندوة التي حضرها الرئيس التونسي ٬ منصف المرزوقي ٬ وعدد من الشخصيات التونسية والباحثين والخبراء في مجال التعاون والاندماج الاقليمي ٬ عن اعتقاده بأن الإرادة السياسية التي عطلت في السابق بناء المغرب الكبير ٬ أصبحت الآن "متوفرة أكثر من ذي قبل"٬ معربا أمله في أن تشكل القمة المغاربية المرتقبة في أكتوبر القادم بتونس "دفعة جديدة وانطلاقة لا رجعة فيها" لتحقيق المشروع المغاربي. وأشار في السياق ذاته إلى أنه يوجد ضمن مشروع جدول أعمال هذه القمة إصلاح منظومة الاتحاد المغاربي في اتجاه إعطاء مزيد من المرونة والصلاحيات لمؤسسات الاتحاد من أجل اتخاذ ما يتطلبه العمل المغاربي من قرارات مناسبة مما سيساعد تنشيط آليات العمل المغاربي . وعلى مستوى تحقيق الاندماج الاقتصادي في المنطقة ٬ أشار الوزير إلى أن غياب الإرادة السياسية في السابق حال دون المصادقة على مشروع اتفاقية إقامة منطقة مغاربية للتبادل الحر ٬ وتوقع أنه في حالة مصادقة القمة المقبلة على هذه الاتفاقية إلى جانب الاصلاحات الأخرى ٬ أن يمثل ذلك "انطلاقة غير مسبوقة وثورة حقيقية في العمل المغاربي". وفي سياق متصل ٬ ذكر بيان صادر على رئاسة الجمهورية التونسية أن الرئيس التونسي بحث خلال استقباله صباح اليوم ٬ للعثماني ٬ التحضيرات المتعلقة بالقمة المغاربية المقبلة . ونقل البيان عن العثماني قوله إن المغرب "مصمم على تحقيق المشروع المغاربي"٬ مشيدا في الآن ذاته٬ بحرص الرئيس المرزوقي على إنجاح القمة المغاربية المقبلة٬ التي قال إنها "ستمثل نقطة انطلاق لاعادة بناء المغرب العربى الكبير". كما تطرق الحديث خلال هذه المقابلة٬ حسب البيان ٬ إلى "أهمية تطوير أشغال اللجان المشتركة بين البلدين بما يمكن من تجاوز بعض المشاكل التقنية التي تحول دون تطبيق مشروع الحريات الخمس"٬ التي تضمن لمواطني البلدان المغاربية أينما وجدوا الإقامة والعمل والتنقل والتملك والمشاركة في الانتخابات البلدية. *نعليق الصورة: سعد الدين العثماني - ارشيف