تحت عنوان "الحفر في "سحر" المغرب"٬ يقيم الفنان التشكيلي المغربي سعيد قديد٬ برواق باب الرواح بالرباط٬ معرضا للوحات ومنحوتات٬ تثير المتلقي بجمالها وفنيتها وارتباطها بالإنسان والفضاء والتراث القروي. ويتألف المعرض الذي يتواصل الى 16 يونيو٬ من لوحات تنتمي إلى حد ما إلى الانطباعية٬ وهي تراوح بين البورتريهات الهلامية التي تتميز في أغلبها بغلظة الملامح٬ فضلا عن لوحات توثق مناظر طبيعية أو أسواقا أو بيوتا قروية٬ أو عادات أصيلة٬ فضلا عن استعمال الألوان الحارة التي تراوح بين الأحمر الفاقع والبرتقالي والبني الغامق. وقال الفنان سعيد قديد في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ التي اوردت الخبر، إن اختياراته للألوان مرتبطة بالمستوى التقني بالضوء٬ فاللون يولد مع الضوء٬ "ومن خلال اللون أشير إلى تواجد ضوء قوي٬ فضلا عن ارتباط المغربي باللون من خلال بعض المواد التراثية كالزربية والأواني الخزفية". وعن مرجعيته التشكيلية٬ يوضح سعيد قديد أن المغرب العميق هو مصدر إلهامه٬ وأنه يقوم بسفر في الزمن٬ ويؤمن بعدم إمكانية الخطو إلى الأمام بعمق إلا إذا تم الرجوع نحو الماضي. الملامح التي يرسمها التشكيلي المغربي٬ بطابعها المتنوع٬ "مسألة انتماء وهوية"٬ بالنسبة لقديد الذي يتقمص في أعماله تنوع المكونات الثقافية للمغرب. في دليل المعرض٬ يكتب الشاعر والناقد الفني عزيز أزغاي أن الفنان سعيد قديد واضب على مدى أزيد من عقدين من الزمن على تكريس مسار تجربته الفنية التي تعد من بين أهم التجارب الصباغية التي بقيت مخلصة لما يمكن اعتباره تجاوزا اتجاها انطباعيا في جغرافية فن التصوير المغربي المعاصر. واستطرد أن بهذا المعنى المبسط تقريبا٬ ينبغي قراءة وتمثل العالم الفني الذي تقترحه الذائقة الفنية للمبدع الفنان سعيد قديد٬ بما هو إمعان في تصوير عناصر الحياة (والموت على حد سواء) بطريقة متداخلة وهلامية٬ عالم تنصهر فيه العلامات والخطوط والأشكال٬ وتبرز فيه روح الفنان وقد تشربت الحالات الإنسانية الهشة والغريبة٬ ولامست عمقها المنكسر والمشدود إلى جحيم الفراغ. ولد الفنان سعيد قديد سنة 1965 بمدينة الرباط٬ وتخرج من المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان٬ وحصل على ديبلوم في فنون الكرافيزم٬ شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية أهمها معرض جماعي بمدينة طنجة سنة 1990 وثلاثة معارض سنة 1994 في كل من رواق أركان بالرباط ومدينة ماربيا الإسبانية وفندق المامونية بمراكش ومعرضين سنة 1995 في طنجة ومعرض بالدارالبيضاء سنة 1996 وآخر فردي سنة 1998 . وما بين 2001 و2006 نظم عدة معارض فردية مرتين في باريس فضلا عن الدارالبيضاء ومراكش قبل أن ينطلق في معارض جماعية منذ 2009 إلى الآن٬ في كل من الرباط (2009) والدارالبيضاء (2010) وغرناطة الإسبانية (2011) ولندن (2012). *تعليق الصورة: جانب من معرض سعيد قديد