أطلق الوزير الأول التونسي السابق٬ الباجي قائد السبسي مؤخرا٬ مبادرة سياسية جديدة٬ ترمي إلى تجميع شخصيات سياسية وأحزاب ذات توجه وسطي في جبهة موحدة من أجل ما وصفه "خلق توازن داخل الخارطة الحزبية والسياسية في تونس" في أفق الاستحقاقات الانتخابية المقبلة٬ والمنتظر أن تتم في صيف السنة القادمة. وشكل السبسي٬ الذي تولى رئاسة الحكومة الانتقالية٬ التي أشرفت على تنظيم انتخابات أكتوبر الماضي لانتخاب المجلس التأسيسي٬ الذي يقوم حاليا بإعداد دستور جديد للبلاد٬ لجنة خاصة تضم نخبة من الوزراء السابقين والشخصيات السياسية لمتابعة تنفيذ هذه المبادرة، وفق وكالة الأنباء المغربية . وقال لزهر العكرمي٬ عضو اللجنة والوزير السابق٬ في تصريح أوردته وكالة الأنباء التونسية٬ إن هذه المبادرة "ليست موجهة ضد أي طرف سياسي٬ بل هي موجهة إلى التونسيين الذين يرغبون في القيام بدور سياسي من أجل (..) إنجاح الانتقال الديمقراطي". من جهته أوضح عضو اللجنة٬ الحقوقي والوزير السابق٬ الطيب البكوش٬ أن المشاورات متواصلة مع الشخصيات الوطنية والأحزاب "للانضمام إلى هذه المبادرة والمشاركة في بلورة أهدافها". يذكر أن الباجي قائد السبسي (86 سنة)٬ الشخصية السياسية التي تولت مناصب قيادية في الدولة في عهدي الرئيسين التونسيين السابقين٬ الراحل٬ الحبيب بورقيبة٬ والمخلوع٬ زين العابدين بن علي٬ سبق له أن أصدر في يناير الماضي بيانا طالب فيه المجلس التأسيسي والحكومة الحالية بتحديد تاريخ نهائي للانتخابات والإسراع في صياغة الدستور "حفاظا" على ما وصفع ب"مصداقية الثورة التونسية ومصالح تونس العليا وطنيا ودوليا". كما دعا في هذا البيان الذي يحمل عنوان "نداء تونس" الحكومة الحالية٬ التي تتشكل من ائتلاف حزبي بقيادة حركة النهضة (اتجاه إسلامي) إلى وضع خطة عاجلة "لإنقاذ الاقتصاد الوطني وإعادة الثقة والأمن والاستقرار في البلاد".