يواجه الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي (75 عامًا) أحكامًا بالسجن لمئات السنين، مع تزايد التهم الموجهة إليه وإلى زوجته ليلى الطرابلسي. وأفادت وكالة الأنباء الرسميَّة التونسية أنَّ القضاء وجه تهمتين جديدتين للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وصهره صخر الماطري. وقالت الوكالة: إنَّ محكمة الاستئناف قرّرت استدعاءهما للمثول أمامها، بعد اتهامهما بالضلوع في قضايا فساد مالي وعقاري، من دون أن تُحدد الوكالة تاريخًا للمحاكمة. وبلغ عدد التُهم الموجهة إلى ابن علي، اللاجىء في السعودية، مائة واثنتين وثمانين تهمة، نظرت المحاكم أخيرًا في بعضها وأصدرت في حقه أحكامًا ثقيلة بالسجن مع غرامات. وفي مقدمة التهم الموجهة لابن علي، سجن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة دون سبب شرعي، وهي تهمة يُلاحق بموجبها حاليًا الهادي البكوش رئيس الوزراء في أول حكومة شكّلها ابن علي لدى الإطاحة ببورقيبة في 1987، ووزير داخليته الجنرال حبيب عمار. ويُشكل موقف الحكومة الانتقالية من إحالة ابن علي إلى القضاء أحد أسباب ارتفاع شعبية الباجي قائد السبسي، الذي أظهر آخر استطلاع للآراء أنها وصلت إلى 75 %، بعد الإعلان عن تاريخ جديد لانتخابات المجلس التأسيسي، والتي ستجرى في الثالث والعشرين من أكتوبر المقبل، بدلاً من 24 يوليو. وأظهر الاستطلاع نفسه أنَّ أكثر من 52 % من التونسيين راضون على الميقات الجديد. وفي سياق متصل، طلب ممثلون قانونيون للدولة في تونس من القضاء ملاحقة الوزير الأول السابق محمد الغنوشي، الذي اضطُر للاستقالة في فبراير الماضي تحت ضغط الشارع. وعمل الغنوشي وزيرًا أول طيلة عشر سنوات في ظل ابن علي، قبل تكليفه رئاسة أول حكومة انتقالية بعد الثورة. وقالت مصادر قضائيَّة إنّ الغنوشي وأربعة مسئولين سابقين لم تُفصح عن هويتهم، سيُلاحقون من أجل دورهم المُفترض في تسهيل بيع منشآت عمومية لعائلة ابن علي وزوجته ليلى الطرابلسي، خلال السنوات الأخيرة. وتنظر دائرة الاتهام في محكمة العاصمة تونس يوم الأربعاء المقبل في قضية محاولة أفراد من أصهار الرئيس المخلوع الفرار عبر مطار تونس يوم انتصار الثورة في الرابع عشر من يناير الماضي. وأوضحت مصادر أنَّ تهمة محاولة الهروب مُوجهة لخمسة وثلاثين شخصًا بينهم عشرون في حالة إيقاف. من جهة أخرى، نجحت السلطات التونسيَّة في استرجاع طائرة من نوع "تشالنجر تي اس اي اي ام" كانت ملك صهر الرئيس المخلوع مروان المبروك، حسبما أفاد مسئول في وزارة النقل في تصريحات أدلى بها أمس لوسائل إعلام محليَّة. وحطت الطائرة، التي كانت رابضة في مطار بورجي في فرنسا، يوم الجمعة في مطار تونسقرطاج الدولي، بعد إجراءات قامت بها وزارة النقل بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية، ولجنة المصادرة ومصالح الطيران المدني الفرنسي لاسترجاعها وإعادتها إلى تونس.