الرباط "مغارب كم": بوشعيب الضبار على إيقاعات الموسيقى بمختلف تعبيراتها، تم ليلة أمس، في حفل فني حميمي بالرباط ، توشيح الفنان والباحث الموسيقي٬ بلعيد عكاف٬ بالميدالية الذهبية للاستحقاق 2012. وقال حسن ميكري، الرئيس المؤسس للمجلس الوطني للموسيقى، إن هذه الميدالية اعتراف بكل فنان أعطى الكثير في مساره الفني، مشيرا إلى أن العكاف واحد من الفنانين الذين أغنوا الخزانة الغنائية المغربية بعطاءاتهم وإبداعاتهم، وهو يستحق الميدالية عن جدارة. ونوه عبد العزير عبد الجليل، الباحث والناقد الموسيقي بتجربة العكاف، مضيفا أنه تعامل مع جميع أنماط الموسيقى،لكنه آثر أن يتعامل أساسا مع الموسيقى الأمازيغية، وقدم أعمالا كثيرة استطاع أن يمزج فيها بين الموسيقى الكلاسيكية والجاز، انطلاقا من مختارات من الموسيقى الشعبية. وقال عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، أثناء تسليم المدالية الذهبية للعكاف، إنه يعتبره سفيرا للأغنية المغربية عبر العالم، ويلعب دورا أساسيا في إطار التعريف بالإشعاع الثقافي والحضاري والتاريخي لبلده. وبدوره تحدث نور الدين اشماعو، أحد مسؤولي المجلس الوطني للموسيقى، عن القيمة الفنية المضافة التي يمثلها العكاف، وقال إن هذه الحفلات التكريمية هي التفاتات صغيرة يحتاجها الفنان، لأنها تحفزه على المزيد على العطاء. واسترسل شماعو قائلا: "بالنسبة لنا في المجلس الوطني للموسيقى، سنكون متواجدين دائما في الساحة الفنية، وسنحاول بإمكانات قليلة جدا، أن نصنع الكثير لدعم أهل الفن." واعتبر العكاف، "أن هذا التتتويج هو اعتراف بأربعين سنة من النضال الفني،" على حد تعبيره. وكانت مفاجأة الحفل هي تقديم العكاف لإبنته ليلى ذات الستة عشر من عمرها،وتسمي نفسها " ليليش"، كفنانة ورثت عنه عشق الموسيقى، حيث أنشدت ، بمصاحبة العزف على قيثارتها، باقة من القطع الموسيقية،قوبلت بالاستحسان والتصفيق.وصادف ذلك عيد ميلادها،ماجعل الحاضرين يهنئونها، متمنين لها عاما جديدا تحقق فيه كل أمنياتها في عالم الفن. واختتم الحفل بأداء العكاف ، رفقة أعضاء فرقته الموسيقية، لمختارات من شريطه الجديد" من طنجة إلى الكويرة"، الذي يتضمن مجموعة من المعزوفات التي تمزج الموسيقى الشعبية بمختلف أنماطها: الطقطوقة الجبلية والعيطة، وكناوة والحسانية، والأمازيغية وغيرها، مع تطعيمها بإيقاعات عالمية، ماأعطاها نكهة جمالية خاصة. وقد تم تسجيل الشريط ، بطريقة علمية ، في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبمشاركة عازفين مغاربة وأمريكيين. وقال العكاف إن هدفه من وراء تسجيل هذا العمل الموسيقي الجديد، هو الخروج بالموسيقى المحلية من رقعتها الضيقة إلى الأفاق العالمية. يذكر أن المحتفى به يعتبر أحد نشطاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، وسبق له وضع الموسيقى التصويرية للكثير من المسلسلات التلفزيونية والأشرطة السينمائية.