الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار بينما يتهيأ المغرب وجبهة البوليساريو، لجولة جديدة من المباحثات المباشرة في "مانهاست" بضواحي نيويورك، عمدت الجبهة المنادية باستقلال الصحراء عن المغرب، إلى تحريك مساندين لها في مدينة العيون، عاصمة الأقاليم الجنوبية، ودفعتهم إلى التظاهر وفق ما أفادت به مصادر إعلام إسبانية، استقت معلوماتها من مصادر تابعة للبوليساريو. وحسب ذات المصادر الموالية، فإن اشتباكات، خلفت 17 جريحا، وقعت أخيرا بين متظاهرين وقوات الأمن في "العيون" في مناسبة الاحتفال بذكرى أحداث مخيم "كديم إيزيك" الذي أقيم سابقا بضواحي العيون كوسيلة احتجاج اجتماعي من أجل مطالب ولكنه تطور إلى معسكر معادي للسلطات المغربية بعدما ضلل ناشطو البوليساريو، السكان المدنيين وأرغموهم على الذهاب إليه ليعبروا عن مطالبهم الاجتماعية، لكنهم وجدوا أنفسهم وقد صاروا رهائن ممنوعين من مغادرة المخيم، ما أدى إلى تصاعد التوتر واستفزاز عناصر الأمن المغربي، التي أجبرت على التدخل لتفكيك المخيم حيث وقعت مواجهات عنيفة بينها وبين مليشيات البوليساريو التي كانت مجهزة وجاهزة ومدربة للهجوم على فرق التدخل المغربي التي لم تستعمل السلاح الناري ما أدى إلى سقوط أرواح، حوالي عشرة، في صفوفها. وأمكن في تلك المواجهات تصوير عناصر البوليساريو وهم ينكلون بأحد الضحايا من قوات الأمن المغربية حيث قاموا بالتبول على جثمانه بعد أن قتلوه على مرأى ومسمع. وأثارت الصور التي التقطتها مروحيات مغربية، استنكارات واسعة حين تم عرض جانب منها، من طرف الرأي العام المغربي والأجنبي، بل كانت احد الأسباب التي جعلت إسبانيا تعيد النظر في مواقفها بخصوص تصديق دعايات البوليساريو ضد المغرب.ومنذ ذلك الوقت تراجعت لهجة الانتقاد ضد المغرب، باستثناء حفنة من عنصر اليسار الإسباني المتطرف الذين يصرون على نعت الأبيض بالأسود. ويلاحظ أن "البوليساريو" حركت المساندين لها في مدن الصحراء، في تزامن مع الاستعداد لجولة جديدة من المباحثات من جهة وقبيل الزيارة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأميركية "هيلاري كلينتون" إلى الرباط، للفت انتباهها إلى ما تسميه الجبهة خرق المغرب لحقوق الإنسان؟ وبموازاة مع الأحداث التي لا يعرف حجمها بالضبط،لانعدام وسيلة أخبار مستقلة وموضوعية، فإن أمين عام جبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، سارع إلى الكتابة إلى أمين عام الأممالمتحدة "بان كي مون" ليعيد نفس الأسطوانة التي يتغنى بها منذ أكثر من ثلاثة عقود والقائلة بأن المغرب يقمع الصحراويين وأنه قوة محتلة يجب إجبارها لوقف العنف ضد السكان المدنيين وإطلاق سراح المعتقلين إلى غيرها من المطالب المألوفة. واعتادت جبهة البوليساريو اللجوء إلى نفس ممارسات التصعيد وتأزيم الأوضاع في مدن الصحراء، كلما اقترب موعد جولة جديدة من المباحثات بينها وبين المغرب، خاصة في الظروف الراهنة التي تشعر فيها الجبهة بالحصار وتساقط الحلفاء، وبالتالي تضاؤل فرص نجاح مشروع الانفصال الذي كافحت من أجله.