الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار اضطر عبد الرحمن اليوسفي، رئيس الحكومة الأسبق، إلى كسر حاجز الصمت شبه التام الذي أحاط به نفسه منذ قراره اعتزال العمل السياسي وانسحابه من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وهو أحد مؤسسيه وتحمل مسؤولية أمانته العامة بعد وفاة رفيقه عبد الرحيم بوعبيد. وتحدث اليوسفي إلى الموقع الالكتروني لحزب العدالة والتنمية متزعم الائتلاف الحكومي الذي اتصل بالمعارض التاريخي الذي قاد تجربة التصالح مع نظام الملك الحسن الثاني وشكل حكومة التناوب التوافقي الأولى في تاريخ المغرب الحديث عام 1998. واتصل الموقع باليوسفي الذي طمأن الرأي العام على صحته بالمناسبة، لاستفساره عن ما نسب إليه من كونه وجه رسالة شفوية عبر أحد المقربين إليه وزميله في المنفى، الناشط الحقوقي "عباس بودرقة" تضمنت نصائح وجهها القيادي اليساري إلى حركة 20 فبراير المغربية التي تستعد للاحتفال بمرور سنة على خروجها إلى الشارع في المغرب والتظاهر من أجل الإصلاح السياسي. ونفى اليوسفي ما قيل على لسانه من كونه نصح الحركة الاحتجاجية بمنح هدنة للحكومة الجديدة دون التخلي عن التعبئة والحضور في الميدان. وطبقا لما ورد في موقع العدالة والتنمية ،فإن اليوسفي اشتكى إلى المتصل به من أخبار غير صحيحة نشرت عنه مرارا من طرف الصحافة المغربية من بينها الترويج على نطاق واسع أنه تعرض لوعكة صحية في المدة الأخيرة استوجبت نقله إلى فرنسا للعلاج، إلى غير ذلك من الأخبار التي لم تصدر عن رفيق المهدي بنبركة. وللتذكير فإن اليوسفي عندما تعرض وهور رئيس للحكومة لأزمة صحية خطيرة، رفض نقله إلى فرنسا بإلحاح من الملك الحسن الثاني وفضل العلاج على يد أطباء مغاربة في مستشفى ابن سينا بالرباط، حيث زاره في التفاتة نادرة الملك الراحل. يذكر أن اليوسفي، معروف بتحفظه في التعبير بلغة صريحة عن مواقفه السياسية، التزاما بوعد الاعتزال الذي يلزمه أخلاقيا وهو رجل المبادئ، بالامتناع عن الخوض في أمور السياسة التي ابتعد عن فضائها العام. وفي نفس السياق فإنه ممتنع لحد الآن عن كتابة أو رواية مذكراته، رغم إلحاح العديدين من أصدقائه الذين يقدرون دوره الوطني الكبير في صوف الحركة الوطنية وبعد الاستقلال كمعارض صلب آثر المنفى إلى أن عاد إلى الوطن في إطار تصالح تاريخي بين المعارضة وفي طليعتها الاتحاد الاشتراكي وبين الملك الحسن الثاني ما أدى إلى إنقاذ البلاد من السكتة القلبية التي اعترف بها الملك الراحل. وحسب مقربين منه فإن القيادي الاتحادي التاريخي الذي يقتر من سن التاسعة والثمانين ، ممتنع عن فتح صندوق أسراره، اعتقادا منه أن قول الحقيقة في بيئة سياسية غير نظيفة وفي غياب كتابة تاريخ موضوعي منصف للتطورات السياسية في المغرب الحديث، كل ذلك يجر المرء إلى منطقة المزايدات التي ظل اليوسفي باستمرار مبتعدا عنها.