دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس٬ والرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي٬ إلى تذليل كل الصعوبات التي تحول دون الانسياب الطبيعي للاستثمارات والخدمات بين البلدين٬ والاستفادة من الإمكانيات التي توفرها اتفاقية أكادير لإقامة منطقة التبادل الحر العربية المتوسطية٬ اعتبارا لما تفتحه من آفاق لتحقيق الشراكة والتكامل على المستوى الأورو- متوسطي. وأوضح بيان صحفي٬ صدر في أعقاب زيارة الأخوة والعمل التي قام بها رئيس الجمهورية التونسية إلى المملكة٬ أن قائدي البلدين استعرضا٬ خلال لقائهما٬ المسيرة المثمرة للتعاون الثنائي وما قطعته من أشواط كبيرة في ظل التوافق الذي يطبع العلاقات المتينة بين المغرب وتونس. وأكد البيان أنه٬ انطلاقا مما يحدوهما من إرادة قوية لتعزيز العلاقات الثنائية٬ جدد قائدا البلدين عزمهما على السير بهذه العلاقات في اتجاه منحى متجدد يحقق تطورا نوعيا على مختلف الأصعدة بما يسمح بتعميق التعاون وتوسيع آفاقه وتنويع مجالاته بهدف بلوغ التكامل المنشود٬ مؤكدين أهمية عقد الدورة 17 للجنة العليا المشتركة وتكثيف التشاور السياسي. وأضاف المصدر ذاته، أنه سعيا وراء توثيق الروابط المتينة بين مختلف فعاليات المجتمع المدني والبرلماني والجمعوي٬ أكد القائدان أهمية تطوير علاقات التعاون الخلاق بين هؤلاء الفاعلين والعمل على تعزيز شبكة العلاقات المثمرة بينهم بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين المغربي والتونسي. وبخصوص المنطقة المغاربية٬ عبر القائدان على تمسكهما بالاتحاد المغاربي باعتباره خيارا لا محيد عنه٬ وشددا على أهمية تعزيز العمل المغاربي المشترك وضرورة ترقيته٬ في ضوء التطورات التي عرفتها المنطقة٬ مؤكدين حرصهما على تكثيف الحوار والتشاور والتنسيق مع بقية الدول المكونة للاتحاد قصد انبثاق نظام مغاربي جديد٬ قوامه التكامل والتضامن والتنمية والاندماج٬ يجعل منه محركا حقيقيا للوحدة العربية٬ وفاعلا رئيسيا في التعاون الأورو-متوسطي وفي الاستقرار والأمن في منطقة الساحل والصحراء والاندماج الإفريقي. وأكدا كذلك وجوب تذليل العقبات الموضوعية التي تعيق تطور هذا الفضاء المغاربي٬ في جو من الثقة وعلى أسس ثابتة وسليمة تستلهم نظرة مستقبلية طموحة٬ بما يضمن تنشيط أجهزته وتفعيل هياكله ومؤسساته والإسراع في تنفيذ قراراته واتفاقياته. وفي هذا الإطار٬ أكد الجانب التونسي أن قضية الصحراء تستوجب تسوية سياسية تفاوضية وتوافقية ونهائية٬ مشيدا بالجهود البناءة والصادقة التي يبذلها المغرب في هذا الاتجاه. كما عقد وزيرا خارجية البلدين لقاءا تشاوريا بمقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون٬ خصص لتدارس سبل تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية بين المغرب وتونس والرقي بها إلى مستوى العلاقات السياسية الاستثنائية التي تجمع البلدين. وخلص البيان، إلى أن هذه الزيارة كانت مناسبة كذلك للتطرق إلى مجموعة من القضايا الجهوية والعربية والدولية ذات الاهتمام المشترك٬ حيث تم تسجيل تطابق وجهات نظر البلدين فيها.